للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إلى فرايبرج Freiberg، وجسلار Goslar، وأنابرج Annaberg كما هرعوا إلى أمريكا بعد كشفها؛ وأطلق اسم بلدة يوقيمثالر Joachimsthaler الصغيرة على النقود التي تسك فيها، ثم اختصر هذا اللفظ اختصاراً تحتمه كثرة الاستعمال واشتق منه كلمة ثالر thaler الألمانية وكلمة دولار Dollar الإنجليزية (٢٠)؛ وأضحت ألمانيا بعدئذ أكبر مورد للمعادن الثمينة إلى أوربا، وكانت مناجمها هي الأساس الذي قامت عليه قوتها السياسية، كما كانت تجارتها هي الإطار الذي حدد هذه القوة. فقد كان الحديد يستخرج من جبال هارز Harz ومن وستفاليا Westphalia، والأراضي الوطيئة، وإنجلترا، وفرنسا، وأسبانيا، وصقلية، وعاد الناس مرة أخرى إلى استخراجه من جزيرة إلبا. وكان الرصاص يستخرج من دبي شير Derbyshire، والقصدير من ديفون، وكورنوول، وبوهيميا؛ والزئبق والفضة من أسبانيا، والكبريت والشب من إيطاليا، واشتق اسم سلزبرج Salzburg من طبقاتها الملحية العظيمة. وعاد الإنجليز في القرن الثاني عشر إلى استخراج الفحم الذي كان يستخدم في بلادهم أيام الرمان ثم أهمل- كما يلوح- في عهد السكسون، ومما يدل على كثرة استخراجه أن الملكة إليانور غادرت قصر نتنجهام في عام ١٢٣٧ لكثرة الدخان المتصاعد من الفحم لأن الدخان كان يسمم المدينة- ذلك مثل من العصور الوسطى لإحدى المصائب التي يظن الناس أنها من مصائب العصر الحديث (٢١).

وكان امتلاك الرواسب المعدنية منشأ كثير من الاضطراب في القوانين. فلما أن كانت يد الإقطاع قوية في البلاد كان السيد الإقطاعي يدعى أن المعادن الموجودة في أرضه من حقه وحده، وكان يستخرج رواسبها بأيدي رقيق أرضه. وكانت الهيئات الكنيسة تدعى لنفسها مثل هذه الدعوى، وتستخدم أرقاء الأرض، أو العمال المأجورين في استخراج الرواسب القيمة من أرضيها. وأصدر