شلناً، ويقسم كل منها اثنى عشر قسماً- هي البنسات. وأخذ الإنجليز ألفاظ penny، shilling، pound من الأسماء الألمانية pfenning، schilling، pfund ولكنهم أخذوا الرموز الدالة عليها من اللغة اللاتينية L من لبرا Libra، S من سليدس solidus، d من ديناريوس denarius، ولم يكن لإنجلترا عملة ذهبية إلا في عام ١٣٤٣، غير أن عملتها الفضية التي قررها هنري الثاني (١١٥٤ - ١١٨٩) ظلت أكثر العملات استقراراً في أوربا. وضرب المارك الفضي في ألمانيا في القرن العاشر، وجعلت قيمته نصف قيمة الجنيه الفرنسي أو البريطاني.
ولكن النقد في العصور، رغم هذا التطور كله، قد لاقى الأمرين من جزاء تقلب قيمته، وعدم ثبات نسبة الفضة إلى الذهب، وحق الملوك والمدن- والأشراف ورجال الدين في بعض الأحيان- في جمع النقود كلها في أي وقت، وتقاضى أجر على إعادة سكها، وإصدار عملة جديدة مخفضة تزداد فيها نسبة المعدن الخسيس. وتأثر النقد الأوربي كله لما أصابه من انحطاط في فترات غير منتظمة لعدم أمانة دور الضرب، وازدياد مقدار الذهب أسرع من ازدياد مقدار السلع، وسهولة أداء الديون الوطنية بالعملة المخفضة. ولنضرب لذلك مثلاً الجنيه الفرنسي فلم تكن قيمته في عام ١٧٨٩ تزيد على ١. ٢ في المائة مما كانت عليه أيام شارلمان (٣٢). وفي وسعنا أن نحكم على مقدار انخفاض قيمة النقد من ذكر أثمان بعض السلع التي تعد نموذجاً لغيرها: من ذلك أن الاثنتي عشرة بيضة كان ثمنها في رافنا عام ١٢٨٦ "بنساً" واحداً؛ وكان ثمن الخنزير في لندن عام ١٣٢٨ أربعة شلنات، وثمن الثور خمسة عشر شلناً (٣٣)؛ وكان رأس الضأن في فرنسا في القرن الثالث عشر يشتري بثلاثة فرنكات، والخنزير