للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

نوايون Noyon فقد منح الأسقف البلدة عهداً بحريتها من تلقاء نفسه (١١٠٨)؛ وحررت سان كنتن St. Quentin نفسها في عام ١٠٨٠، وبوفيه في ١٠٩٩، ومرسيليا في ١١٠٠، وأمين Amiens في ١١٣، واغتنم أهل لاؤن Laon غياب أسقفهم الفاسد في عام ١١١٥ فأنشأوا حكومة ذاتية؛ فلما عاد رشوه بالمال حتى أقسم أن يحميها، ثم أغرى الملك لويس السادس بعد عام من ذلك الوقت بأن يقضي عليها. ونرى في وصف الراهب جويبرت النوجنتي Guibert of لما حدث بعدئذ مثلاً من عنف ثورة المدن في سبيل الحكم الذاتي:

في اليوم الخامس من أسبوع عيد الفصح … علا صخب مضطرب في جميع أنحاء المدينة، وأخذ الناس ينادون بأعلى أصواتهم "الحكم الذاتي المحلي"! … ودخل أهل المدينة وقتئذ فناء الأسقف، مشرعة سيوفهم، وبلطهم الحربية الصغيرة والكبيرة، وأقواسهم، وعصيهم الضخمة، وحرابهم، وكانوا جماعة جد كبيرة .. وهرع الأشراف من كل فج ليساعدوا الأسقف .. فقاوم هو وبعض أعوانه الأهلين بالحجارة والسهام … وخبأ نفسه في برميل … وأخذ يتوسل إليهم توسلاً يبعث الرحمة والأسى في النفوس، ويعدهم بأنه لن يكون أسقفهم بعد ذلك اليوم، وأنه سيهبهم ثروة لا حد لها، ويغادر البلاد. وبينا كانوا هم يسخرون منه بقلوبهم المتحجرة، إذ رفع رجل منهم يدعى برنار بلطته الحربية، وأطار بها مخ ذلك الرأس المقدس الآثم؛ وانفلت هو من الأيدي الممسكة به، ومات قبل أن يصل إلى الأرض إذ عالجته ضربة أخرى تحت وقب عينه وفوق أنفه. فلما قضي نحبه قطعت ساقاه، وأثحن بالجراح؛ وابصر ثيبوت Thibaut في إصبع الأسقف خاتماً لم يقو على انتزاعه منها، فقطعها (٩٨).

ودام هذا الكفاح مائة عام؛ وقتل الأهلون في فيزلاي Vezelay (١١٠٦) أرنود Arnaud رئيس الدير، وأقاموا فيها حكومة محلية؛ وثارت أورليان في عام ١١٣٧، ولكن ثروتها لم تفلح. ومنح لويس السابع مدينة سان Sens عهداً