للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بحريتها في عام ١١٤٦، ولكنه ألغي هذا العهد بعد ثلاث سنين بناء على طلب من رئيس الدير الذي كانت تلك البلدة ضمن أملاكه؛ ثم قتل أهل المدينة رئيس الدير وابن أخيه، ولكنهم عجزوا عن إعادة الحكومة المحلية. وواصل أسقف تورناي الحرب الأهلية ست سنين (١١٩٠ - ١١٩٦) ليقضي على حكومتها المحلية، وأصدر البابا قرار بحرمان جميع أهل المدينة من الكنيسة؛ وثار أهل رون في يوم أحد الفصح من عام ١١٩٤ ونهبوا بيوت قساوسة كنيستها الكبرى، وفي عام ١٢٠٧ أصدر البابا قراراً الحرمان على المدينة. وفي عام ١٢٣٥ استولى العامة على الحجارة التي جيء بها إلى المدينة لبناء كنيستها، واتخذوها قذائف ومتاريس في الثورة التي قاوما بها على أكبر رئيس ديني في غالة، وولى هو ومن معه من رجال الدين الأدبار، ولم يعودوا إلا بعد عامين من ذلك الوقت، لما أن حمل البابا لويس السابع على إلغاء الحكومة المحلية. وعجزت كثير من مدن فرنسا على نيل حريتها إلى أن قامت الثورة الكبرى، ولكن الكثرة الغالبة من المدن الفرنسية نالت حريتها بين عامي ١٠٨٠ و ١٢٠٠، وبدأت أزهى عصورها بفضل ما بعثته فيها الحرية من روح دافعة قوية. وكانت الحكومات المحلية هي التي أنشأت الكنائس القوطية الكبرى.

وضم الملوك في إنجلترا المدن إليهم في كفاحهم ضد الأشراف بأن منحوا هذه المدن عهوداً تحقق لها قسطاً محدوداً من الحكم الذاتي. فقد منح وليم الفاتح مدينة لندن عهداً من هذه العهود؛ ومنح هنري الثاني مدائن لنكلن، ودرهام، وكارليل Carlisle، وبرستل، وأكسفورد، وسلزبري، وسوثمبتن عهوداً شبيهة بهذا العهد؛ وابتاعت كمبردج في عام ١٢٠١ لنفسها حقوق الحكم المحلي من الملك يوحنا. ونزل الأشراف الحاكمون في فلاندرز عن كثير من الحقوق لمدائن غنت، وبروج، ودويه، وتورناي، وليل … ولكنهم تغلبوا على جميع ما بذلته المدن من محاولات للحصول على الاستقلال البلدي العام. وحصلت مدائن ليدن Lyden