والأموال التي صادرها من المارقين الذين حكم بإدانتهم (٦٨)، وقد خانته روحه المرحة وفكاهته في معاملته اليهود الفرنسيين.
فإذا أسقطنا من صحيفته هذه العيوب رأينا أنه قد اقترب قرباً يشرفه من المثل المسيحي الأعلى، انظر إلى ما يقوله عند جرانفيل Joinville " لم أسمعه قط في يوم من أيام حياتي يقول قالة السوء عن أي إنسان"(٦٩). ولما أن قبل آسروه المسلمون خطأ منهم عشرة آلاف جنيه فرنسي (أي نحو ٢. ٨٠٠. ٠٠٠ ريال أمريكي) أقل من الفدية المتفق عليها، أرسل لويس بعد أن أطلق سراحه جميع القدر الناقص من مال الفداء، وأغضب بذلك مستشاريه (٧٠). وقبل أن يغادر البلاد للقتال في حربه الصليبية الأولى، أمر موظفيه في جميع أنحاء مملكته "أن يتلقوا كتابة، وأن يحققوا، كل ما عساه أن يقدم فينا أو في أسلافنا من الشكاوي. وكذلك جميع ما يقام على مأمورينا أو محافظينا أو حراس غاباتنا، أو رؤساء جنودنا أو مرءوسيهم من دعاوى خاصة بمظالم ارتكبوها أو اغتصاب للأموال"(٧١). ويقول جوانفيل "وكثيراً ما كان يخرج بعد الصلاة، ويجلس مستنداً إلى شجرة في غابة فنسن Vincenne ويأمرنا بالجلوس حوله. ويقبل عليه كل من له مظلمة ويتحدث إليه دون أن يحول بينه حائل أو يقدمه حاجب". ثم يفصل في بعض القضايا بنفسه، ويحيل بعضها إلى مستشاريه الجالسين حوله، ولكنه كان يعطى كل شاك حق استئناف الحكم للملك نفسه (٧٢). وقد أنشأ المستشفيات والملاجئ، والأديرة، والمضايف للغرباء، وبيتاً للمكفوفين، وآخر للعاهرات التائبات "بنات الله"؛ وأمر عماله في كل مقاطعة أن يبحثوا عن العجزة والفقراء، وينفقوا عليهم من الأموال العامة. وكان أينما سار يجعل من مبادئه المقررة أن يطعم مائة وعشرين فقيراً في كل يوم. وكان يأمر بأن يجلس معه على مائدته ثلاثة منهم، يتولى هو تقديم الطعام لهم ويغسل بنفسه أقدامهم (٧٣). وكان يفعل ما يفعله هنري الثالث ملك إنجلترا فيقف على المائدة في خدمة المجذومين، ويطعمهم بيديه. ولما حل القحط