المدن من تجارة وصناعة، وما كان في الريف الجميل المحيط بالعاصمة من حقول وكروم مثمرة (٨٥).
وأوشكت الطبقتان الناشئتان، طبقتا الموظفين ورجال الأعمال، أن تضارعا في الثراء طبقة رجال الأعمال، فاضطرت الدولة إلى تمثيل هاتين الطبقتين في مجلس الطبقات Etats Generaux الذي دعاه فليب الرابع إلى الانعقاد في باريس عام ١٣٠٢ ليقد له المعونة الأدبية والمالية في نزاعه مع بنيفاس. ولم تكن هذه المجالس العامة التي تمثل فيها الطبقات- الأعيان، ورجال الدين، والعامة- لم تكن هذه المجالس تدعى إلى الانعقاد إلا في الضرورات القصوى (١٣٠٢، ١٣٠٨، ١٣١٤ … ) وكان المحامون الذين يخدمون الملك بوصفهم مجلساً للدولة Conseil d'etat يوجهونها توجيهاً ماهراً نحو الهدف الذي يريدونه. أما برلمان باريس الذي اتخذ شكله المعروف به في عهد لويس التاسع فلم يكن جمعية نيابية، بل كان هيئة مؤلفة من أربعة وتسعين من المحامين ورجال الدين يعينهم الملك ويجتمع مرة أو مرتين في العام ليكون محكمة عليا. وقد نشأت من أحكامه مجموعة من التشريعات القومية تعتمد على القانون الروماني لا على شرائع الفرنجة، وتهب الملكية المعونة الكاملة المستمدة من التقاليد القانونية القديمة.
وقد بقيت الفورة العقلية التي سادت عهد فليب الرابع محفوظة لأهل هذا الجيل في الرسائل السياسية التي كتبها أحد أنصاره- بييردوبوا Pierre Dubois (١٢٥٥ - ١٣١٢) ، وهو محام مثل كوتانس Coutances في مجلس الطبقات الذي عقد في عام ١٣٠٢. فقد عرض دوبوا في رسالتين من رسائله "ملتمس مقدم من شعب فرنسا إلى الملك ضد البابا بنيفاس Supplication de peuple de France Contre Ie pape Boniface (١٣٩٤) ، وفي نبذة عن