تعارض في أن تطفأ. وكان قوى الإيمان بما بينه وبين كل كائن حي من أواشج القربى. وأراد أن "يتوسل إلى الإمبراطور"(فردريك الثاني الذي كان مولعاً بصيد الطير)"لكي يخبره بحق حبه لله ولي لأن يضع قانوناً خاصاً يحرم على أي إنسان أن يقبض على أخوتنا القبرات أو يقتلها، أو يلحق بها أذى ما، وأن يطلب رؤساء البلديات وعمد البلاد، وملاك القصور والقرى، إلى كل رجل أن ينثر الحب في خارج المدن والقصور في يوم عيد الميلاد من كل عام حتى تجد أخواتنا القبرات وغيرها من الطير ما تأكله"(٥٢). والتقى مرة بشاب اقتنص بضع قمريات وسار بها إلى السوق. وأقتنع فرانس الشاب أن يعطيه إياها، وبنى القديسون عشوشاً لها "حتى تثمر وتتضاعف"، وأطاعت القمريات فأثمرت وتضاعفت أضعافاً مضاعفة، وعاشت بجوار الدير سعيدة بصداقة الرهبان، وكانت أحياناً تخطف الطعام من المائدة التي يطعم عليها أولئك الرهبان (٥٣). ونسجت حول هذا الموضوع عشرات من الأقاصيص لتزينه وتجمله، منها واحدة تقول إن فرانس خطب في " أخواتي الصغار من الطير" وهو في طريقه من كانورا Cannora إلى بيفانا Bevagna، فنزلت إليه الطيور التي عاشت على الأشجار لتستمع إليه، وظلت ساكنة بينما كان فرانس يختم عظته:
أخواتي الصغر من الطير! ما أكثر ما أنتن مدينات به إلى الله خالقكن، ومن واجبكن أينما كنتن وأنى كنتن أن تحمدنه لأنه وهبكن حلة ثنائية هذا إنكن لا تزرعن، ولا تحصدن، والله يطعمكن ويهبكن الأنهار والعيون لتشربن مائها، ويهبكن الجبال والوديان لتأوين إليها، والأشجار الباسقة التي تبنين فيها أعشاشكن، وإذ كنتن لا تستطعن أن تغزلن أو تخطن فإن الله يكسوكن أنتن وأبناءكن … فاحذرن إذن يا أخوتي الصغار أن ترتكبن ذنب الكفران بالنعمة، ولا تغفلن أبداً عن حمد الله (٥٤).