حرمة بنيفاس، وأصدر قرار التحريم على الجزيرة (١٢٩٦). ولم يبال الملك ولا الشعب بهذا العقاب (٩٦) واضطر بنيفاس في آخر الأمر أن يعترف بفردريك. وأعد العدة لحرب صليبية بان أمر البندقية وجنوى بعقد هدنة، ولكنهما رفضتا توسطه في الصلح وواصلتا الحرب ثلاث سنين أخرى، ولما عجز عن أن يقيم في فلورنس نظاماً يوافق مصالحه أصدر قراراً بحرمان المدينة، ودعا شارل صاحب فالوا أن يدخل إيطاليا ويهدئها (١١٠٠). ولم يفلح شارل إلا في كسب حقد الفلورنسيين عليه وعلى البابا. وأراد بنيفاس أن يبسط رأيه السلم في ولاياته البابوية فحاول أن يفض النزاع القائم بين أعضاء أسرة كولنا Colonna القوية، ولكن بيتر Pietro وجاكوبو Jacobo، وكلاهما كردينال، رفضاً عروضه ففصلهما، وحرمهما من الدين (١٢٩٧)، فما كان من الكردينالين المتمردين إلا أن علقا على أبواب الكنائس الرومانية، ووضعا على مذبح القديس بطرس، منشوراً يطلبان فيه إلى البابا أن يدعو مجلساً كنسياً عاماً. وكرر بنيفاس قرار الحرمان؛ وضم فيه إليهما خمسة آخرين من الخارجين عليه، وأمر بمصادرة أملاكهما، وغزا أملاك أسره كولنا بالجيوش البابوية، واستولى على حصونها، ودك أبنية بالستينا Palestina، وأمر بنثر الملح فوق خرباتها. واستسلم العصاة، وعفا عنهم، ثم ثاروا مرة أخرى وهزمتهم جيوش البابا للمرة الثانية، وفروا من الولايات البابوية، وأخذوا يدبرون خطط الانتقام.
وبينما كان بنيفاس يلاقي هذه المحن في إيطاليا إذ واجهته على حين غفلة أزمة شديدة في فرنسا. فقد اعتزم فليب الرابع أن يوحد مملكته، فاستولى على ولاية غسقونية الإنجليزية، وأعلن إدوارد الأول عليه الحرب (١٢٩٤)، وأراد كلا الملكين أن يجمع المال الذي يستعين به على قتال عدوه، فقررا أن يفرضا الضرائب على أملاك الكنيسة ورجالها. وكان البابوات قد أذنوا بفرض هذه الضرائب للاستعانة بها في الحروب الصليبية، ولكنهم لم يأذنوا قط لإنفاقها