للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

في حرب زمنية خالصة. كذلك كان رجال الدين الفرنسيون قد اعترفوا بأن من واجبهم أن يشتركوا بالمال في الدفاع عن الدولة التي تحمي أملاكهم، ولكنهم كانوا يخشون أنه أطلق حق الدواة في فرض الضرائب من كل قيد، أصبح ذلك قوة في يدها تستخدمه للهدم. وكان فليب قد أضعف مكانة من قبل رجال الدين في فرنسا، فقد أخرجهم من المحاكم الإقطاعية والملكية، ومن مناصبهم القديمة في الإدارة الحكومية وفي مجلس الملك. وأزعج هذا الاتجاه الرهبان السسترسيين فمنعوا عن فليب خمس إيرادهم الذي طلبه ليستعين به في حرب إنجلترا، وبعث رئيس الجماعة يستنجد بالبابا. وكان لا بد لبنيفاس أن يسير بحذر لأن فرنسا كانت من زمن بعيد أقوى عماد للبابوية في كفاحها مع ألمانيا والإمبراطورية، ولكنه أحس بأن الأساس الاقتصادي لسلطان الكنيسة وحريتها لن يلبث أن ينهار إذ ما انتزع منها إيرادها بفرض ضرائب من قبل الدولة على أملاك الكنيسة دون موافقة البابا. ولهذا أصدر في شهر فبراير من عام ١٢٩٦ مرسوماً بابويا يعد من أشهر ما أصدره البابوات من مراسيم في التاريخ الكنسي كله، وسمى هذا المرسوم بالكلمتين الأولين منه Clericis laicos، وكانت جملته الأولى إترافاً غير حكيم، وكانت نغمته تذكر قارئه بصواعق جريجوري السابع:

يقول الأقدمون إن العلمانيين شديدو العداء لرجال الدين، وتجاربنا لا تترك مجالا للشك في صدق هذا القول في الوقت الحاضر … وإنا لنقرر بعد استشارة إخواننا، وبمقتضى سلطتنا الرسولية أنه إذا أدى من رجال الدين … بغير إذن من البابا، عرض نفسه للحرمان من الدين … ونقرر أيضاً أن كل إنسان أياً كانت سلطته أو مرتبته يطلب هذه الضرائب أو يتسلمها، أو يغتصب أملاك الكنائس أو رجال الدين، أو يتسبب في اغتصابها … يتعرض بذلك للحرمان (٩٧).