ترى إلى أي حد كانت آداب الناس في العصور الوسطى تمثل أو تحقق المبادئ والنظريات الأخلاقية في تلك العصور؟ فلتنظر أولا إلى الصورة التي كانت عليها تلك العصور دون أن يكون لدينا رأى سابق نريد اثباته.
لقد كانت أولى الحادثات التي تمت بصلة إلى الأخلاق في الحياة المسيحية هي التعميد: به كان الطفل يندمج جدياً في المجتمع وفي الكنيسة، ويخضع- أو يخضع عنه من يعمدونه - إلى قوانينهما. وفي هذه الحفل يتلقى كل طفل "اسماً مسيحياً" - ويكون هذا الاسم في العادة اسم أحد القديسين المسيحيين. أما الأسماء التي تضاف بعد هذا الاسم فكانت مختلفة الأصول، ويمكن الرجوع بها خلال أجيال متعددة إلى القرابة، أو المهنة، أو المكان، أو إلى شيء من معارف الجسم أو معالم الخلق، بل يمكن الرجوع بها أحياناً إلى شيء من الطقوس الكنيسة: ومن أمثلة هذه الأسماء سسلي ولكنز دوتر Cicely wilkinsdoughter وجيمس اسمث James Smith، ومرجريت فري ومن Margret Ferrywoman وماثيو باريس Matthew Paris، وأجنيس ردهد Agnes Redhead، وجون مريمان Jogn Merriman، وروبرت لتاني Robert Litany، وروبرت بندبسيت Robert Bendicite أو Benedict.
وكان جرجوري الأكبر، كما كان روسو، يحث الأمهات على أن يرضعن أطفالهن (٣)، وكانت معظم النساء الفقيرات يفعلن هذا، أما نساء الطبقات العليا