وكن مرحاً … احترم النساء وأحبهن، فذلك مما يزيد في شرف الشاب - كن ثابتاً فإن الثبات من شيم الرجال. ألا ما أقل ما ينال من الثناء شخص يخون الحب الشريف (٤٨).
ويخرج بارزيفال مرة أخرى في طلب المغامرات، ويفك الحصار عن كندورامور Kondurramur، ويتزوجها، ويتحدى زوجها بعد عودته، ويبارزه، ويقتله، ثم يترك لزوجته يبحث عن أمه. وتشاء الصدف أن يصل إلى قصر "الكأس المقدسة" فيستضيفه حراسه الفرسان، وتقع عينه على الكأس (والكأس في هذه القصة حجر ثمين)، ويذكر نصيحة جورنماتز الطيب، فلا يسأل عن الكأس المسحورة أو الملك المريض، ولم يكن يعرف أنه عمه. ويصحو في صباح اليوم الثاني فيجد القصر كله خاوياً على عروشه؛ فيخرج منه على ظهر جواده، وترفع أيد مجهولة الجسور الموصلة إلى القصر كأنها تنهاه عن العودة إليه. وينضم مرة أخرى إلى بلاط آرثر، ولكن العرافة كندرى Kondury تتبعه في أثناء هذا الترحيب بالجهل وقلة الأدب لأنه لم يسأل عن سبب علة أمفورتاس، ويقسم بارزيفال أن يعود مرة أخرى لطلب الكأس.
ولكن سورة من الغضب تظلم عليه حياته في تلك الساعة. فهو يشعر أنه غير جدير بما وجهته إليه كندرى من تقريع، ويدرك كثرة ما في العالم من مظالم، ويخرج عن طاعة الله، ويظل أربع سنين لا يزور كنيسة، ولا ينطق بصلاة (٤٩). وتصيبه في تلك السنين مائة من الكوارث، ويظل يبحث عن الكأس ولكنه لا يجدها. ثم يعثر في يوم من الأيام على خلوة ناسك يدعى تريفر يزنت Treverezent ويتبين أنه عمه، ويعرف منه قصة الكأس، وأن علة أمفورتاس التي تفارقه سببها أنه ترك حراسة الكأس ليشغل نفسه بحب غير مشروع. ويعيد الناسك بارزيفال إلى الدين المسيحي، ويتحمل عنه عقاب ذنوبه. وهكذا يهون بارزيفال على نفسه، وتطهر من خطاياه، وجهله وينجيه