عذابه من آثامه، فيعود إلى البحث عن الكأس المقدسة. ويكشف الناسك إلى كندرى أن بارزيفال ابن أخي أمفورتاس ووارث ملكه، فتبحث عنه وتعلن إليه أنه اختير ليخلف أمفورتاس على العرش وليكون حارساً على الكأس. ثم تقوده إلى القصر الخفي، ويسأل أمفورتاس عن سبب مرضه، ويشفي الملك الشيخ لساعته. ويجد بارزيفال زوجته كندوبرامور وتأتي إليه لتكون ملكته. ويرزقان بولد يدعى لوهنجرين Lohengrin.
وكأنما أراد جتفرايد السلزبرجي Gottfied of Salisburg أن يمد فاجنر Wagner بموضوع آخر لمسرحياته الموسيقية، فأخرج حوالي عام ١٢١٠ أعظم تراجم قصة ترستان نجاحاً. وهذه القصة تمجد الزنا وعدم الوفاء تمجيداُ حماسياً، وتندد بالدستور الأخلاقي الإقطاعي والمسيحي على السواء.
ولد ترتستان، كما ولد بارزيفال، لأم صغيرة السن تدعى بلانش فلير Blanche fleur ( الزهرة البيضاء) ولمّا يمض إلاّ وقت قصير على نبأ يأتيها بأن زوجها الأمير قتل في معركة. ولهذا تسمى الطفل ترستان - أي الحزين - وتموت بعد مولده. ويكفل الولدَ عمُّه مارك Mark ملك كورنوول Cornwall ويجعله من الفرسان. ولمّا بلغ أشده واستوى نبغ في ألعاب البرجاس وقتل مورولد Morold خصيمه الأيرلندي، ولكنه يجرح في المعركة جرحاً مسموماً يقول له عنه مورولد وهو يحتضر إنه لا يشفيه إلاّ إيزيولت Iseult ملكة أيرلندة. فيتخفى في زي تانتريس Tantris العازف على القيثارة، ويزور أيرلندة وتشفيه ملكتها. ويعين مربياً لابنة الملكة واسمها أيضاً إيزيولت. ويعود بعدئذ إلى كورنوول ويحدث مارك عن جمال إيزيولت الصغيرة وحسن صفاتها وأدبها، ويرسله مارك مرة ثانية ليخطب له هذه الفتاة. وتأبى إيزيولت أن تفارق وطنها، وتتبين أن ترستان هو قاتل عمها مورولد فيمتلئ قلبها حقداً عليه، ولكن أمها تقنعها بالرحيل، وتعطي وصيفتها برنجين Brangane شراباً مسحوراً يبعث الحب