للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

في القلوب لتسقيه إيزيولت ومارك لتستثير به حبهما. وتخطيء الوصيفة فتسقيه إيزيولت وترستان فلا يلبث الاثنان أن يحتضن كلاهما الآخر، وتكثر الخيانات ويتفقان على أن يخفيا حبهما؛ وتتزوج إيزيولت مارك، وتنام مع ترستان، وتدبر مكيدة لقتل برنجين لأنها تعرف أكثر مما ينبغي أن تعرفه. ومارك هو الرجل الشهم النبيل في هذه القصة (وليس الأمر كذلك في قصة مالوري)؛ فهو يكشف الخديعة، ويخبر إيزيولت وترستان أنهما أعز عليه من أن ينتقم منهما، ويقنع في ذلك بنفي ابن أخيه من البلاد. ويلتقي ترستان في تجواله بإيزيولت ثالثة ويقع في حبها، وإن كان قد أقسم أن يكون هو وملكة مارك "قلباً واحداً، وروحاً واحدة، وجسماً واحداً، وحياةً واحدة". وهنا يترك جتفرايد القصة ناقصة حطمت فيها جميع المثل العليا للفروسية. أما بقية القصة فمن صنع مالوري وعصر متأخر.

وأخرجت ألمانيا في هذا الجيل العجيب، الحيل الأول من القرن الثالث عشر شاعراً آخر يكون هو وولتر، وولفرام، وجتفرايد أربعة لا يدانيهم أربعة سواهم في أي مكان آخر في أدب العالم المسيحي في أيامهم. بدأ هارتمان فن أو Hartman von Aue بتقليد كريتيان تقليداً أعرج في روايتيه الشعريتين ارك Erec وإوين Iwein، ولكنه لمّا التفت إلى أقاصيص بلاده سوابيا Swabia أخرج آية فنية صغرى هي Der arme heinrich ( حوالي عام ١٢٠٥). وكان "هنري المسكين" كما كان أيوب رجلاً غنياً يصاب وهو في عنفوان مجده بداء الجذام ولا يستطيع أن يشفيه منه إلاّ موت عذراء طاهرة من أجله (إذ لابد أن يقول السحر في العصور الوسطى كلمته في القصص). ولا يتوقع هنري أن يجد هذه التضحية فيستسلم للحزن واليأس، ولكن فتاة هذه صفاتها في الوجود، تعتزم أن تموت كي يشفى هنريخ من دائه الوبيل. ويظن أبواها أن قرارها هذا موحى