للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بلغ سن التسعين أفسد عليهم جميعاً أمرهم بأن مات في عام ١٣٣٤.

وكان الذي خلف يوحنا رجلاً لطيف المزاج. وكان بندكت الثاني عشر ابن خباز، حاول أن يكون مسيحياً وبابا معاً, وقاوم إغراء توزيع المناصب الكنسية على أقاربه، ونال شرف عداء الناس لأه بأن اختار لهذا المناصب الأكفاء الجديرين بها، لا من يشترونها بالمال، وقطع دابر الرشوة والفساد في جميع فروع الإدارة الكنسية، وكسب عداء الرهبان المتسولين بدعوتهم إلى اصلاح طوائفهم، ولم تعرف عنه القسوة أو إراقة الدماء في حرب، ولهذا ابتهجت جميع قوى الفساد لموته المبكر في عام ١٣٤٢.

وانحدر كلمنت السادس من بيت شريف في ليموزن Limousin، وقد ألف الترف، والمرح، والفنون، ولم يكن يستطيع أن يفهم لم يكون البابا جادا صارما إذا كانت خزائن البابوية عامرة بالمال، وكاد كل من جاءه يطلب وظيفة أن ينالها، لأنه كان يقول أن أحدا يجب ألا يخرج من عنده غير راض، وأعلن في وقت ما أن كل رجل من رجال الدين يفد إليه في خلال شهرين سينال نصيباً من رفده، ويقدر شاهد عيان عدد من وفدوا عليه بمائة ألف (٥). وأجزل العطاء للفنانين والشعراء، واحتفظ باسطبل من الجياد الكريمة يضارع أكبر اسطبل آخر في العالم المسيحي، وأجاز للنساء أن يدخلن البلاط البابوي، ,استمتع بمفاتنهن واختلط بهن اختلاط العشاق الفرنسيين. وبلغ من اتصال كونة تورن Turenne به أن كانت تبيع المناصب الكنسية جهارا لا تخشى في ذلك لومة لائم (٦). وترامت طيبة كلمنت إلى أهل روما فبعثوا يرجونه أن يقيم في بلدهم، ولم ير الخير ولكنه ترضاهم بأن أعلن أن العيد الذي قرر بنيفاس الثامن في عام ١٣٠٠ أن يقام في كل مائة عام يجب أن يقام كل خمسين عاماً. وابتهجت روما حسن سمعت هذا الخبر،