للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وخلعت ريندسو، واعادت خضوعها السياسي للبابوية.

وأصبحت أفنيون في عهد كلمنت السادس الحاضرة الدينية للعالم اللاتيني، وكذلك حاضرة سياسته، وثقافته، وملذاته، وفساده. واتخذت الأداة الإدارية للكنيسة وقتئذ صورتها الواضحة المحددة، فكان لها مجلس رسولي ( Camera apostolica) يشرف على شئونها المالية، يرأسه حاجب بابوي ( camerarius) لا يعلو عليه في المنزلة إلا البابا نفسه، ثم ديوان التوقيعات ( Cancelleria) وله سبعة دوائر يديرها كردنال نائب عن البابا ويشرف على مراسلات الكرسي البابوي الكثيرة المعقدة، ثم مجلس القضاء البابوي المكون من رجال الدين وغير رجال الدين المتضلعين في قانون الكنيسة، ويشمل أيضاً مجمع الكرادلة- المكون من البابا وكرادلته والذي كان بمثابة محكمة استئناف، ثم مجلس التوبة الرسولي- وهو هيئة من رجال الدين تنظر في شئون الزواج، والحرمان من حظيرة الدين، واللعنة، ويستمع إلى اعترافات من يطلبون الغفران البابوي. واراد بندكت الثاني عشر أن يوجد مسكنا للبابا وأعوانه، ولتلك الوزارات، والهيئات، والموظفين، والخدم، فبدأ بتشييد قصر البابوات، وطائفة من الأبنية القوطية الطراز- تشمل حجرات للنوم، وأبهاء للمجالس، وأماكن للصلاة، ومكاتب- وتضم فنائين كبيرين، وتحيط بها أسوار قوية منيعة، يوحي ارتفاعها، وسمكها، وضخامة أبراجها، بأن البابوات إذا حوصروا لا يعتمدون في الدفاع عن أنفسهم على معجزة من السماء، وأتم إربان الخامس هذا البناء الضخم. ودعا بندكت الثاني عشر جيتو إلى القدوم لتزيين القصر والكنيسة الملاصقة له. واعتزم جيتو أن يجيب طلبه، ولكن المنية عاجلته، فاستدعى سيمون مارتيني من سينا، وأنشأ فيهما المظلمات التي محيت الآن والتي بلغ بها فن التصوير في أفنيون ذروة مجده. واجتمع حول هذا القصر، في قصور أخرى أقل منه شأنا، وبيوت كبيرة وصغيرة، وأكواخ حقيرة، عدد