كبير من رجال الدين، والمبعوثين، والمحامين، والتجار، والفنانين، والشعراء، والخدم، والجنود والمتسولين، والعاهرات على أختلاف طبقاتهن من المحظيات المثقفات إلى عاهرات الحانات. وسكن هنا لأول مرة أساقفة الطائفة غير المؤمنة الذين عينوا في المراكز التي آلت إلى غير المسيحيين.
وفي وسعنا نحن الذين اعتدنا الضخامة في كل شيء أن تتصور مقدار المال الذي لا بد منه لإقامة هذا الصرح الضخم وكل ما يحيط به: لقد كان عدد البابوات لا تكاد ترسل إليهم شيئاً، واقتصرت ألمانيا التي شجر النزاع بينها وبين يوحنا الثاني والعشرين على إرسال نصف الخراج الذي اعتادت أن ترسله، وأما فرنسا التي كادت البابوية تصبح أسيرة لها تحت رحمتها فقد خصت جزءاً كبيراُ من إيراد الكنيسة الفرنسية بالأغراض الدنيوية، واستدانت المبالغ الطائلة من البابوية لتمول بها حرب مائة السنين، وفرضت إنجلترا اشد القيود على تسرب الأموال إلى كنيسة كانت في واقع الأمر حليفة لفرنسا، واضطر بابوات أفنيون كي يواجهوا هذا الموقف 'لى أن يستغلوا كل مورد من موارد الثروة مهما يكن ضئيلا، ففرضت على كل أسقف أو رئيس دير، سواء كان معينا من قبل البابا أو أي أمير زمني، أن ينزل لمحكمة الكرسي البابوي عن كل إيراده لمدة سنة نظير تعيينه في منصبه، وأن يقدم هبات أخرى باهظة 'لى الوسطاء الذين أيدوا ترشيحه لمنصبه. فإذا ما أصبح رئيس أساقفة كان عليه أن يؤدي مبلغا كبيرا من المال ثمناً لصلبان الأسقفية- وهي منطقة من الصوف الأبيض يلبسها فوق الملحقة لتكون شعارا لمنصبه، فإذا ما اختير بابا جديد أرسل أصحاب كل مرتبة، وكل منصب من مراتب الكنيسة ومناصبها دخلهم كله مدة عام، ثم تابعوا بعد ذلك إرسال عشر إيرادهم كل عام، وكان ينتظر منهم فوق ذلك أن يرسلوا له تبرعات أخرى من آن إلى آن. وإذا ما مات كردنال،