للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

جيداً أيها الأغنياء، لأن العذاب سوف يحل بكم. ولن نسمي هذه المدينة بعد اليوم فلورنس، بل ستكون معششاً للصوص، وللدناءة، وسفك الدماء. فإذا جاء هذا الوقت حلت بكم الفاقة … وانقلب اسمكم، أيها القساوسة فصار هو الرعب (٦).

ثم يأتي بعد القساوسة دور رجال المصارف:

لقد ابتدعتم وسائل كثيرة تجمعون بها المال، وتجرون بها عمليات كثيرة من التبادل تقولون إنها مشروعة، ولكنها أبعد ما تكون عن العدالة، وقد أفسدتم بأعمالكم مناصب المدينة وكبار حكامها. ليس في مقدور أحد أن يقنعكم بأن الربا اثم؛ ولذلك نراكم تدافعون عنه وتعرضون نفوسكم للهلاك؛ وليس فيكم من يستحي من إقراض المال بالربا، بل إن من يفعلون غير أفعالكم يرمون بالبلاهة والغفلة … إن وجوهكم لهي وجوه العاهرات قد نضب منها ماء الحياء؛ فأنتم تقولون إن الحياة الطيبة السارة هي حياة الكسب، والمسيح يقول:

طوبى للمساكين بالروح لأن لهم ملكوت السماوات

ثم يوجه كلمة إلى لورندسو فيقول (٧):

إن الطغاة لا يمكن تقويمهم، لأنهم متكبرون، ولأنهم يحبون الملق، ولن يردوا مكاسبهم الحرام … وهم لا يستمعون إلى نداء الفقراء، ولا يلومون الأغنياء ...... ويفسدون أخلاق الناخبين، ويكلون جباية الضرائب إلى الملتزمين ليبهضوا بذلك كاهل الأهلين (٨) … وقد جرت عادة الطاغية أن يشغل الناس بالمعارض والأعياد حتى ينصرفوا عن التفكير في أعماله إلى التفكير في ملاهيهم، فينشئوا غير ملمين بسير أمور الدولة، ويتركوا أزمة الحكم في يديه (٩).

وهو لا يرى أن ذلك الطغيان مما يستطاع تبريره بحجة أنه المال ينفق على الآداب والفنون. ذلك أن سفنرولا لا يقول إن الآداب والفنون من أعمال الوثنيين؛ وإن قول الإنسانيين إنهم مسيحيون محض اختلاق، وإن أولئك المؤلفين