للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يضع حداً لخطب الراهب ونفوذه؛ فكتب الإسكندر في اليوم الحادي والعشرين من شهر يوليه عام ١٤٩٥ رسالة موجزة إلى سفنرولا قال فيها: إلى ابننا المحبوب نهدي تحياتنا وبركتنا الرسولية. لقد سمعنا أنك أشد العاملين في كرمة الرب غيرة، فابتهجنا لذلك أشد الأبتهاج وحمدنا الله العلي القدير على هذا. وسمعنا كذلك ما تؤكده من أن تنبوءاتك لا تصدر منك بل من الله (١). ومن أجل هذا نرغب في أن نتحدث إليك في هذه الأمور كما يقضي علينا بذلك قيامنا على رعاية أبناء هذا الدين؛ حتى إذا ما زدنا بهذه الطريقة علما بإرادة الله كنا أقدر على أداء واجبنا؛ ولهذا نأمرك بمالنا عليك من حق الطاعة المقدسة التي أقسمت بالحرص عليها أن تعجل بالمثول بين يدينا، وسوف تلقي منا الترحيب المشفوع بالحب والحنان (٢٠).

وكانت هذه الرسالة نصراً عظيماً لأعداء سفنرولا، لأنها وضعته في مأزق لا يسعه معه إلا أن يختم حياته بوصفه مصلحا أو أن يعصى أمر البابا علناً. وخشي سفنرولا ألا يستطيع العودة إلى فلورنس إذا ألقى بنفسه في قبضة البابا؛ ولربما قضى بقية أيامه في جب سانت أنجيلو Sant' Angelo؛ وإذا لم يعد فإن أنصاره سيقضي عليهم لا محالة. لهذا عمل بنصيحتهم فرد على الإسكندرية قائلا إن مرضه الشديد يحول بينه وبين القدوم إلى روما. وتكشفت بواعث البابا السياسية إلى هذه الدعوة حين كتب إلى مجلس السيادة في فلورنس في الثامن من سبتمبر يحتج على استمرار التحالف بين فلورنس وفرنسا، وينبه الفلورنسيين إلى أنهم لا يليق بهم أن يوجه إليهم اللوم بأنهم دون سائر الإيطاليين يتحالفون مع أعداء إيطاليا؛ وأمر سفنرولا في الوقت عينه أن يمتنع عن الخطابة، وأن يخضع لسلطان الوكيل العام للرهبان الدمنيك في لمباردي، وأن يرحل إلى أي مكان يأمره هذا الوكيل بالرحيل إليه.


(١) وكانت الكنيسة قد أعلنت أن هذا الادعاء يعد خروجاً على الدين، وذلك لكي تقف في وجه المتنبئين الكذابين.