ورد عليه سفنرولا (في التاسع والعشرين من سبتمبر) بأن أتباعه لا يريدون أن يخضعوا إلى الوكيل العام للدمنيك، ولكنه في الوقت عينه سيمتنع عن الخطابة. فرد عليه الإسكندر مرة أخرى رداً يدل على رغبته في التوفيق والمصالحة (١٦أكتوبر)، وأعاد في هذا الرد أمره له بالامتناع عن الخطابة، وعبر عن أمله في أن يجيء سفنرولا إلى روما حين تسمح له صحته بالمجيء إليها لكي يستقيل منها «بروح البهجة والأخوة»(٢١)، ثم ترك الإسكندر الأمر عند هذا الحد مدة عام.
وكان حزب سفنرولا في هذه الأثناء قد استرد لنفسه السلطان في المجلس وفي مجلس السيادة، ورجا مبعوثو حكومة فلورنس في روما البابا أن يلغي أمره القاضي بمنع الراهب من الخطابة، قائلين أن فلورنس في حاجة إلى تأثيره القوي أيام الصوم الكبير. ويبدو أن الإسكندر أجابهم إجابة شفوية إلى ما طلبوا، وعاد سفنرولا في السابع عشر من فبراير سنة ١٤٩٦ إلى الخطابة في الكنيسة الكبرى. وعهد الإسكندر حوالي ذلك الوقت إلى أحد الأساقفة الدمنيكيين المتبحرين في العلم أن يفحص ما نشر من مواعظ سفنرولا ليتبين ما بها من خروج على الدين. وكتب الأسقف في تقريره يقول:«أيها الأب الأقدس؛ إن هذا الراهب لا ينطق بشيء يتعارض مع الحكمة أو الشرف؛ فهو يتحدث عن بيع المناصب الدينية وعن فساد القساوسة؛ وهو إن شئت الحقيقة شائع شيوعاً كبيراً؛ وهو يحترم عقائد الكنيسة وسلطاتها؛ وأفضَّل من أجل هذا أن أتخذه لي صديقاً- ولو تطلب هذا أن تعرض عليه ثياب الكردنال الأرجوانية». ولم يفارق الأسكندر ظرفه فبعث إلى فلورنس راهباً دمنيكياً يعرض على سفنرولا القلنسوة الحمراء؛ ولم يشعر الراهب بأن هذا تكريماً له بل كان وقعه عليه أليماً، لأنه لم ير فيه إلا مثلا آخر من شراء المناصب، فقال لمبعوث الإسكندر:«عليك أن تأتي إلى عظتي التالية تعرف ردي على روما»(٢٣).