منها ما اتهم الراهب بالخروج على الدين والنظام ومنها ما دافع عنه ووصفه بأنه نبي وقديس.
وأخذ الإسكندر يبحث عن وسيلة غير مباشرة يتقي بها الحرب العلنية. ومن أجل هذا أمر في شهر نوفمبر من عام ١٤٩٦ أن توحد جميع الأديرة الدمنيكية التسكانية لتؤلف مجموعة تسكانية- رومانية جديدة توضع تحت سلطة بادر جياكومو دا تشيتشيليا (الصقلي) Padre Giacomo de Cicilia. وكان بادر جياكومو هذا ممن يعطفون على سفنرولا، ولكنه في أغلب الظن لا يمانع في نقل الراهب إلى بيئة أخرى إذا اشار عليه البابا ذلك. ورفض سفنرولا أن يطيع أمر التوحيد، وعرض الأمر على الشعب برمته في نشرة سماها:«دفاع من إخوان سان ماركو». وجاء في هذه النشرة:«إن هذا الاتحاد مستحيل، وغير معقول، ومضر، ولا يمكن إرغام إخوان سان ماركو على قبوله، لأن الرؤساء لا يحق لهم أن يصدروا أوامر تتعارض مع القواعد التي تسير عليها الطائفة، أو تتعارض مع قانون الخير العام أو سلامة النفوس»(٢٦). وإذا نظرنا إلى الأمر من الناحية الرسمية فإنه جميع من يؤمون الأديرة يخضعون خضوعاً مباشراً للبابوات، ومن حق البابا أن يضم هؤلاء كلهم ويوحد بينهم رغم إرادتهم؛ بل إن سفنرولا نفسه قد وافق في عام ١٤٩٣ على أمر أصدره الإسكندر بضم جماعة الدمنيكين في دير سانت كترين بمدينة بيزا إلى جماعة سفنرولا في دير سان ماركو الذي يرأسه (٢٧). على أن الإسكندرية لم يتخذ إجراءً عاجلاً، وظل سفنرولا يخطب وأصدر إلى الجمهور سلسلة من الرسائل يدافع عن تحديه للبابا.
ولما اقترب موعد الصوم الكبير من عام ١٤٩٤ أعد الكلاب الكلبة عدتهم للاحتفال بالعيد بإقامة المهرجانات، والمواكب، والأغاني بجميع المظاهر التي كانت متبعة في أيام الميديتشيين. وأراد مساعد سفنرولا الأمين الراهب دمنيكو أن يحبط هذه الخطط، فأمر الأطفال من اتباعه أن ينظموا هم