لهم من المثل السيئة. لقد ابتعدوا عن الله، فلا يعرفون من أسباب التقوى إلا أن يقضوا لياليهم مع العاهرات … وهم يقولون إن الله لا يعني قط بشئون العالم، وإن كل شئ يحدث فيه مصادقة واتفاقاً، وهم لا يؤمنون بأن المسيح موجود في العشاء الرباني … تعالي أيتها الكنيسة السفيهة … إن الله يقول: لقد وهبتك ثياباً جميلة، ولكنك اتخذتها أصناما، وجعلت من الأدعية المقدسة زينة وغروراً، وجعلت العشاء الرباني سلعة تباع وتشترى. لقد أصبحت في شهوانيتك عاهراً مجردة من الحياة، وأنت أحط من الحيوان، إنك من الفظائع الممقوتة. لقد كنت يوماً ما تشعرين بالخجل من آثامك، أما الآن فقد فارقك الحياء؛ وكان من مسحوا من رجال الدين يسمون أبناءهم اخوتهم وأخواتهم، أما الآن فهم يتحدثون صراحة عن أبنائهم (١) … والآن أيتها الكنيسة الفاجرة لقد كشفت عن خبثك ورذائلك للعالم أجمع وبلغ خبث رائحتك عنان السماء (٢٨).
وكان سفنرولا يتوقع أن يؤدي هذا الهجاء القاذع إلى حرمانه من حظيرة الدين، وقد رحب فعلاً بهذا الحرمان فقال:
يقول الكثيرون منكم إن قرار الحرمان سيصدر … أما أنا فإني أتوسل إليك يا الله أن تعجل بهذا القرار … فليحمل هذا الحرمان إليّ على سن حربة، ولتفتحوا له الأبواب! وسأرد عليه، وإذا لم يذهلكم هذا الرد فقولوا فيَّ ما شئتم … إني لا أبغي يارب إلا صليبك! فلأضطهد؛ إني أسألك هذه النعمة؛ اللهم لا تمتني في فراشي، بل دعني أقدم لك دمي، كما قدمت أنت دمك لي (٢٩).
وأوقدت هذه الخطب النارية لهيب الحماسة في كافة أنحاء إيطاليا، وهرع الناس من أقصى مدائنها للاستماع إليها، وجاء دوق فراراً متخفياً،