نطقت به مريم العذراء نفسها، ونطق به جميع القديسين (وهو مستحيل لا ريب) لحلت عليهم اللعنة … وإذا ما نطق أي بابا بما يناقض هذا، فليعلن حرمانه (٣٢).
وقرأ سفنرولا صلاة القداس في اليوم الذ قبل الصوم الكبير في الميدان القائم أما كنيسة سان ماركو، وقدم العشاء الرباني لجمع غفير من الناس ودعا الله جهرة بقوله:«اللهم إني كنت غير مخلص في أعمالي، أو إن كانت ألفاظي غير موحى بها منك فأمتني في هذه الساعة»، ونظم سفنرولا في عصر ذلك اليوم حرقاً ثانياً للأباطيل.
وأبلغ الإسكندر مجلس السيادة أنه سيصدر قراراً بحرمان المدينة إذا لم يستطع هذا المجلس إقناع سفنرولا بأن يكف عن الخطابة؛ لكن المجلس أبى أن يسكته وإن كان في ذلك الوقت شديد العداء له، وآثر أن يحمل البابا وحده عبء هذا القرار، هذا إلى أن الراهب البليغ قد يكون ذا نفع في مقاومة البابا الذي كان في ذلك الوقت ينظم الولايات البابوية تنظيماً يجعل منها قوة عظيمة تقلق بال جيرانها. وواصل سفنرولا خطبه، ولكنه قصرها على كنيسة الدير؛ وكتب سفير فلورنس في روما يقول إن عداء روما للبابا قد اشتد إلى حد يعرض حياة أهل كل فلورنسي فيها للخطر، وإنه يخشى إذا نفذ البابا ما هدد به من الحرمان فإن جميع التجار الفلورنسيين في روما قد يلقي بهم في السجون. ولم يسع مجلس السيادة إلا الخضوع، وأمر سفنرولا أن يكف عن عظاته (١٧ مارس). وأطاع الراهب الأمر، ولكنه تنبأ بأن فلورنس ستحل بها أشد الكوارث؛ وشغل الراهب دمنيكو منبر الدير بدله، وجعل نفسه الناطق بلسان الراهب؛ وكتب سفنرولا في خلال ذلك إلى ملوك فرنسا، وأسبانيا، وألمانيا، وبلاد المجر، يرجوهم أن يدعوا إلى عقد مؤتمر عام لإصلاح الكنيسة وجاء في رسالته:
لقد حان وقت الانتقام؛ وقد أمرني الله أن أكشف عن أسرار جديدة،