وأن أظهر للعالم الأخطار التي تتهدد سفينة القديس بطرس نتيجة لطول إهمالكم. إن الكنيسة غاصة بكل ما هو ممقوت ومرذول من قمة رأسها إلى أخمص قدميها، ومع ذلك فإنكم لا تكتفون بالسكوت عن علاج مساوئها بل إنكم تقدمون الولاء والخشوع للمتسببين في هذه الرذائل التي تدنسها؛ وقد غضب الله من هذا أشد الغضب، وترك الكنيسة زمناً طويلاً من غير راع … ذلك بأني بهذا أقر … أن الإسكندر هذا ليس بابا، ولا يمكن أن يكون بابا؛ لأنه يغض الطرف عن الخطيئة المهلكة خطيئة الاتجار بالمقدسات والمناصب الكهنويتة التي ابتاع بها كرسي البابوية، وهو في كل يوم يبيع المناصب الكنسية لصاحب أكبر عطاء؛ وإذا غضضنا النظر عن آثامه الأخرى البادية للعيان، فإني أعلن على رؤوس الأشهاد أنه ليس مسيحياً ولا يؤمن بالله (٣٣).
واضاف إلى ذلك قوله إنه إذ عقد الملوك مجلساً فإنه سيمثل أمامه ويبرهن على صحة هذه التهم جميعها. واعترض أحد عمال ميلان على إحدى هذه الرسائل وبعث بها إلى الإسكندر.
وقام راهب فرنسيسي في الخامس والعشرين من شهر مارس عام ١٤٩٨ وسلط أضواء المسرحية على نفسه بأن خطب في كنيسة سانتا كروتشي (الصليب المقدس) يتحدى سفنرولا ويدعوه إلى التحكيم الإلهي بوساطة النار؛ واتهم في خطابه الراهب الدمنيكي بأنه خارج على الدين، ومتنبئ كذاب، وعرض أن يخوض النار إذا قبل سفنرولا أن يحذو حذوه؛ وقال إنه يتوقع أن يحترق كلاهما، ولكنه يرجو أن تنجو فلورنس بهذه التضحية من الاضطراب الذي أحدثه فيها دمنيكي مزهو يعصي أوامر البابا. ورفض سفنرولا هذا التحدي لكن دمنيكو قبله. واغتنم مجلس السيادة هذه الفرصة التي سنحت له لكي يندد بالراهب الذي أصبح في زعمه زعيما مهرجاً أثار في المدينة كثيراً من المتاعب. وارتضى الالتجاء إلى أساليب العصور الوسطى،