وأعد العدة لكي يدخل النار الراهب جوليانوا رندينلي Giuliano Rondinelli أحد الرهبان الفرنسيس والراهب دمنيكو دا بستشيا Domenico da Pescia في البياتسا دلا سنيوريا (ميدان مجلس السيادة).
واحتشد في اليوم المحدد جمهور كبير في الميدان العظيم ليستمتع بالنظر إلى معجزة من المعجزات أو إلى عذاب يحل ببني الإنسان، واحتل النظارة كل نافذة وكل سقف يطل على هذا المنظر. وأعدت في وسط الميدان كومتان متماثلتان من الخشب الممزوج بالقار، والزيت، والراتنج، والبارود، تعترضان طريقاً عرضه قدمان، وتضمنان اشتعال لهب شديد. واتخذ الرهبان الفرنسيس موقفهم في اللوجيا دي لاندسي Loggia dei Lanzi، واقبل الرهبان الدمنيك من الاتجاه المقابل لهم، وكان الراهب دمنيكو يحمل قرباناً مقدساً، بينما كان سفنرولا لا يحمل الصليب. وشكا الفرنسيس من أن قلنسوة الراهب الدومنيكي الحمراء قد سحرها رئيس الدير حتى أضحت غير قابلة للاحتراق؛ وأصروا على أن يخلعها؛ واحتج الراهب الدومنيكي على هذا الطلب ولكن الجماهير ألحت عليه بالامتثال ففعل. ثم طلب إليه الفرنسيس أن يخلع اثواباً أخرى ظنوا أنها هي أيضاً قد تكون مسحورة؛ وارتضى دمنيكو هذا، وسار إلى قصر مجلس السيادة واستبدل بثيابه ثياب راهب آخر. وألح الفرنسيس مرة أخرى أن يحرم عليه الاقتراب من سفنرولا، لئلا يعود إلى التأثر بسحره؛ وارتضى دمنيكو أن يحيط به الرهبان الفرنسيس؛ وعارضوا في أن يخوض النار وهو يحمل الصليب أو القربان المقدس، فأعطاهم الصليب ولكنه أبى أن يعطيهم القربان، وأعقبت هذا مناقشة فقهية بين سفنرولا والرهبان الفرنسيس وخلاصتها هل يحترق المسيح مع ظاهر القربان المقدس أو لا يحترق معه. وظل البطل فرنسيس في خلال هذه المدة في القصر يرجو مجلس السيادة أن ينقذه بوسيلة ما؛ وأطال الرهبان الجدل حتى أقبل الليل وخيم الظلام، ثم أعلنوا أن التحكيم الإلهي لن يحدث.