هذه الشابة الناعمة كأنها الصوف المندوف تحت جنوب الأسخياء،
هاأنذا أضرع إليها أن تصونك من أيدي الفناء،
انفرجي له أيتها الأرض، ولا تضمي جسده ضماً ثقيلاً،
كوني له مثوى هينً، ومجديه بعونك الشفوق،
فكما تدثر الأم بالثوب ابنها،
كذلك دثري هذا الرجل أيتها الأرض.
وقصيدة أخرى (رج، الجزء العاشر ص ١٠) عبارة عن حوار صريح بين الأبوين الأولين للبشر، هذين التوأمين من أخ وأخته، "ياما" و "يامي"، فأما "يامي" فتأخذ في إغراء أخيها أن يضاجعها على الرغم من تحريم مثل هذا الاتصال الجنسي بين أفراد الأسرة الواحدة، زاعمة له أن كل ما تريده من الأمر هو استمرار الجنس البشري، فيقاومها "راما" على أسس خلقية رفيعة، وتحاول معه كل ضروب الإغراء وتفشل، وأخيرً تصفه بالضعف، والقصة كما هي بين أيدينا ليست كاملة، ولو أنه في مقدرونا أن نحكم كيف يكون تماماً من منطق السياق، وأسمي أجزاء القصيدة قصة هائلة هي "ترنيمة الخلق" وفيها ترى عقيدة وحدة الوجود مبسوطة بظلالها الرقيقة، بل ترى ريبة التقي الورع، في هذا الكتاب الذي أقدم كتاب