للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ظهر بين أشد الشعوب تمسكاً بالدين:

لم يكن في الوجود موجود ولا عدم، فتلك السماء الوضاءة

لم تكن هناك، كلا ولا كانت بردة السماء منشورة في الأعالي،

فماذا كان لكل شئ غطاء؟ ماذا كان موئلاً؟ ماذا كان مخبأ؟

أكانت هي المياه بهوتها التي ليس لها قرار؟

ولم يكن ثمة موت، ومع ذلك لم يكن هناك ما يوصف بالخلود

ولم يكن فاصل بين النهار والليل

و"الواحد الأحد لم يكن هناك سواه

ولم يوجد سواه منذ ذلك الحين حتى اليوم،

كانت هناك ظلمة، وكان كل شئ في البداية تحت ستار

من ظلام عميق- محيط بغير ضياء -

والجرثومية التي لم تزل كامنة في اللحاء

برزت طبيعة واحدة من الحر الحرور

ثم أضيف إلى الطبيعة الحب، وهو الينبوع الجديد

للعقل- نعم إن الشعراء في أعماقهم يدركون

إذ هم يتأملون- هذه الرابطة بين ما خلق

وما يخلق، فهل جاءت هذه الشرارة من الأرض

تتخلل كل شيء وتشمل كل شيء، أم جاءت من السماء؟

ثم بذرت الحبوب، ونهضت جبابرة القوى -

فالطبيعة في أسفل، والقوة والإرادة أعلى-

من ذا يعلم السر الدفين؟ من ذا أعلنه هاهنا،

من أين، من أين جاءت هذه الكائنات على اختلافها

إن الآلهة أنفسها جاءت متأخرة في مراحل الوجود-

من ذا يعلم أنى جاء هذا الوجود؟