وتقع ريمنى جنوب الربيكون مباشرة في الموضع الذي يلتقي فيه طريق إيمليا بطرف البحر الأدرياوى. وقد دخلت هذه البلدة في تاريخ النهضة دخولاً عنيفاً بفضل أسرتها الحاكمة أسرة المالاتيستا Malatesta أي الرؤوس الشريرة. وكان أول ظهور لهذه الأسرة في أواخر القرن العاشر، وكانوا وقتئذ عمالاً للدولة الرومانية المقدسة يحكمون تخوم أتكونا من قبل أتو الثالث. وأخذ هؤلاء يناصرون الحلف على الحبلين، ثم يناصرون هؤلاء على أولئك، ويخضعون للإمبراطور تارة، وللبابا تارة أخرى، فاستطاعوا بذلك أن يستحوذوا على السيادة الفعلية، وإن لم يستحوذوا على السيادة الرسمية، في أنكونا، وريمينى، وسيزينا، وأن يحكموا هذه البلدان حكم الطغاة المستبدين لا يعرفون من مبادئ الأخلاق سوى الدسائس، والغدر، والسيف، حتى لم يكن كتاب الأمير لمكيفلى إلا صدى خافتاً لحكمهم الواقعي، حكم الدم والحديد استحالا مداداً كما استحال حكم بسمارك فلسفة نيتشه. وكان أحد أفراد هذه الأسرة والمسمى جيوفنى هو الذي قتل زوجته فرانتشيسكا دا ريمنى وأخاه باولو (١٢٨٥). وأبلغ سجسمندونالاتيستا Sigismondo Malatesta شهرة الأسرة ذروتها من حيث القوة، والثقافة، والاغتيال. وولدت له عشيقاته الكثيرات عدة أبناء، وكان في بعض الأحيان يجمع بين هؤلاء العشيقات في وقت واحد ويسبب له الجمع بينهن كثيراً من المتاعب (٩). وتزوج ثلاث مرات، وقتل اثنتين من زوجاته متهماً إياهن بالزنا (١٠). وقد اتهم بأنه واقع ابنته حتى حملت منه، وأنه حاول أن يأتي ولده، وأن ولده هذا صده عن نفسه بخنجره المسلول (١١)، وأنه قد أفرغ شهوته في جثة سيدة ألمانية آثرت أن تموت على أن تحتضنه (١٢)، بيد أننا لا نجد ما يؤيد هذه الأعمال إلا أقوال أعدائه. ولقد كان وفياً وفاء غير معهود لعشيقته الأخيرة إيزتا ديجلى أتى Isott degli Atti، وتزوجها