آخر الأمر، ولما توفيت أقام لها في كنيسة سان فرانتشيسكو نصباً تذكارياً نقش عليه مكرس لإيزتا المقدسة. ويبدو أنه لم يكن يؤمن بالله ولا بخلود الروح، ويظن أن من النكات الظريفة المرحة أن يملأ حوض الماء المقدس في الكنيسة حبراً وأن يراقب المصلين يلطخون أنفسهم به وهم داخلون (١٣).
ولم يكن في الجرائم التي ارتكبها من التنوع والتباين ما يكفي لاستنفاد مجهوده. فقد كان قائداً قديراً، واشتهر بالبسالة والتهور وعدم المبالاة بالعواقب، وبقوة العزيمة وتحمل كل ما تتعرض له الحياة العسكرية من مشاق. وكان يقرض الشعر. ويدرس اللغتين اللاتينية واليونانية، ويعين العلماء والفلاسفة، ويبتهج بصحبتهم. وكان يحب بنوع خاص ليون باتيستا ألبرتى، الذي كان شبيهاً بليوناردو قبل أيام دافنتشي، وقد كلفه بأن يحول كاتدرائية سان فرانتشيسكو إلى هيكل روماني. وقام ألبرتى بهذا العمل، فلم يمس الكنيسة القوطية التي أقيمت في القرن الثالث عشر بشيء، ثم أقام لها واجهة على الطراز الروماني القديم اتخذ نموذجاً لها قوس أغسطس المقام في ريمنى عام ٢٧ ق. م. وكان يعتزم تغطية مكان المرنمين بقبة، ولكن هذه القبة لم تبنى قط، فكانت النتيجة عملاً ناقصاً مشوهاً منفراً سماه معاصروه هيكل مالاتيستيانو Tempio Malatestiano. وكان الفن الذي تم به تزيين الداخل أنشودة تمجد الوثنية. فقد صور سجسمندو في مظلم رائع من عمل بيرو دلا فرانتشيسكا راكعاً أمام قديسه الشفيع، ولكن هذا المظلم يكاد يكون كل ما بقى في الكنيسة من الرموز المسيحية. ودفنت إيستا في أحد أماكن الصلاة في الكنيسة، ووضع على قبرها قبل عشرين سنة من وفاتها نقش قبل فيه:((إلى ايستا ريمنى فخر إيطاليا في الجمال والفضيلة)). وكان في مكان أخر للصلاة صور للمريخ، وعطارد، وزحل، وديانا، وفينوس. واحتوت جدران الكنيسة على نقوش بارزة في الرخام من طراز راق ممتاز أكثرها من صنع أجستينو دى دتشيو Agostino di Duccio تمثل ساطيرات،