ينطق به (١١)؛ وجوتشيارديني، الرجل الرزين المعتدل عادة، يخرج عن طوره ويفقد اتزانه حين يصف روما فيقول:"أما بلاط روما فإن المرء لا يستطيع أن يصفه بما يستحق من القسوة، فهو العار الذي لا ينمحى أبد الدهر، وهي مضرب المثل في كل ما هو خسيس مخجل في العالم".
ويبدو أن هذه شهادات مبالغ فيها، وقد تكون غير نزيهة، ولكن استمعوا إلى قول القديسة كترين السيانية:
"إنك أينما وليت وجهك- سواء نحو القساوسة أو الأساقفة أو غيرهم من رجال الدين، أو الطوائف الدينية المختلفة، أو الأحبار من الطبقات الدنيا أو العليا، سواء كانوا صغاراُ في السن أو كباراُ- لم تر إلا شراُ ورذيلة، تزكم أنفك رائحة الخطايا الآدمية البشعة. إنهم كلهم ضيقوا العقل، شرهون، بخلاء … تخلوا عن رعاية الأرواح … اتخذوا بطونهم إلهاً لهم، يأكلون ويشربون في الولائم الصاخبة، حيث يتمرغون في الأقذار ويقضون حياتهم في الفسق والفجور … ويطعمون أبنائهم من مال الفقراء … ويفرون من الخدمات الدينية فرارهم من السجون"(١٣).
وهنا أيضاً يجب أن نسقط بعض ما يحتويه هذا الوصف من مبالغة، إذ ليس في وسع الإنسان أن يثق بأن الولي الصالح يتحدث عن سلوك الآدميين وهو غير غاضب. ولكن في وسعنا أن نصدق هذه الخلاصة التي يعرضها مؤرخ كاثوليكي صريح:
"وإذا كانت هذه هي حال الطبقات العليا من رجال الدين فإن المرء لا يعجب إذا كان من دونهم من الطبقات ومن القساوسة قد انتشرت بينهم الرذيلة على اختلاف أنواعها وأخذ انتشارها على مدى الأيام. إلا أن الحياء قد زال من العالم … ولقد كان أمثال أولئك القساوسة هم اللذين دفعوا إرزمس ولوثر إلى وصفهما المبالغ فيه لرجال الدين حين زارا