أقام بالقوة بيت أرغونة على عرش نابلي. وحاول رينيه أن ينتزع المملكة منه ولكنه لم يفلح؛ وانتقل حقه القانوني فيها بعد موته إلى لويس التاسع ملك فرنسا؛ وفي عام ١٤٨٢ دعا سكستس الرابع- وكان على خلاف مع نابلي- لويس للاستيلاء على ميلان وقال "إنها ملك له". وحدث في ذلك الوقت أن شن حلف من الدول الإيطالية الحرب على البندقية فلجأت في يأسها إلى لويس تطلب إليه أن يهاجم نابلي أو ميلان، وقالت إنها تفضل أن يهاجم الاثنتين. وكان لويس وقتئذ مشغولا بتوحيد فرنسا، ولكن ابنه شارل الثامن ورث حقه في نابلي واستمع إلى المنفيين من أهلها وإلى أنصار أسرة أنجو في بلاطه، وأدرك أن تاج نابلي كان منضما إلى تاج صقلية، وإن هذا مرتبط بتاج بيت المقدس. لهذا خطرت بباله تلك الفكرة الكبيرة، أو لعل أحداً أوعز إليه بها، وهي الاستيلاء على نابلي وصقلية، على أن يتوج بعدئذ ملكاً على بيت المقدس. ثم يقود حملة صليبية لقتال الأتراك. وحدت في عام ١٤٨٩ أن قام النزاع بين أنوسنت الثامن وبين نابلي، فعرض إنوسنت المملكة على شارل إذا قدم للاستيلاء عليها. لكن الإسكندر الثالث (١٤٩٤) حذر الملك من عبور الألب وإلا كان نصيبه الحرمان؛ غير أن الكردنال جوليانو دلا روفيري عدو الإسكندر- الذي حارب فيما بعد حين أصبح هو البابا يوليوس الثاني ليطر الفرنسيين من إيطاليا- قدم إلى شارل في ليون Lyons وحرضه على غزو إيطاليا وخلع الإسكندر. ووجه سفنرولا دعوة أخرى إلى شارل يرجو من ورائها أن يخلع هذا الملك بيرو ده ميديتشي عن عرش فلورنس والإسكندر عن عرش البابوية في روما، وقبل كثير من أهل فلورنس أن يتولى الراهب زعامتهم. وأخيراً عرض لدوفيكو صاحب ميلان على شارل أن يسمح له باختراق أملاك ميلان إذا ما اعتزم أن يوجه حملة إلى نابلي، وكان الباعث على هذا خوفه من أن تهاجمه نابلي نفسها.