للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ووجد شارل أن نصف إيطاليا يشجعه فأخذ يستعد لغزو نابلي. وأراد أن يحمي جناحيه أثناء الغزو فنزل عن أرتوا Artois وفرانش كمتيه Francho Compte إلى مكسمليان إمبراطور الدولة الرومانية، كما نزل عن رسيون Rousillote وسرداني Cerdagen إلى فرديناند ملك أسبانيا، ونفخ هنري السابع بمبلغ كبير من المال نظير تخليه عن المطالبة بمقاطعة بريطاني الفرنسية. وفي شهر مارس من عام ١٤٩٤ حشد جيشه في ليون، وكان مؤلفاً من ١٨. ٠٠٠ من الفرسان، و ٢٢. ٠٠٠ من المشاة، وسير أسطولا ليضمن ولاء جنوي لفرنسا، فاسترد في الثامن من سبتمبر بلدة رابلو Rapallo من قوة نابلية كانت قد نزلت بها؛ وروعت أنباء المذبحة الرهيبة التي أعقبت هذه المعركة الأولى إيطاليا كلها التي لم تتعود إلا المذابح المعقولة. وفي ذلك الشهر عينه عبر شارل وجيشه جبال الألب ووقف عن أستى Asti. وسار لدوفيكو صاحب ميلان، وإركولي صاحب فيرارا لمقابلته. وأقرضه لدوفيكو مالا؛ وعاقت إصابة شارل بالجدري تنفيذ خطة الغزو الموضوعة، فلما شفي قاد جيشه مخترقا أراضي ميلان إلى تسكانيا؛ وكان في وسع القلاع المقامة على حدود فلورنس أن تقاومه، ولكن بيرو ده ميديتشي جاء بنفسه ليسلمها إليه ومعها بيزا وليفورنو Livorno. وفي السابع عشر من نوفمبر اجتاز شارل ونصف جيشه مدينة فلورنس؛ وأعجبت جماهير الشعب بمنظر الفرسان الذي لم تشاهد مثله من قبل، وساءهم ما ارتكبه الجند من السرقات الصغيرة، ولكنهم ذهب عنهم الروع حين رأوهم يمتنعون عن السب والنهب. وفي شهر ديسمبر تقدم شارل نحو روما.

لقد سبق أن نظرنا إلى لقاء الملك والبابا من وجهة نظر الإسكندر، وبقي أن نقول إن شارل سلك مسلكا معتدلا، فلم يطلب إلا أن يسمح لجيشه بحرية المرور في لاتيوم، وأن يتولى هو الوصاية على الأمير جم التركي