مكسمليان أن يوقع هدنة مع البندقية، وأن ينضم إلى الاتحاد الذي تألف لقتال فرنسا، وأن يستدعي الأربعة آلاف من الجنود الألمان الذين كانوا جزءاً من الجيش الفرنسي. ثم زحف السويسريون بتحريضه على لمباردي بقوة تبلغ عشرين ألفاً. وتقهقرت القوات الفرنسية، التي أفقدتها الانتصارات عدداً كبيراً من أفرادها، وتخلت عنها الفرقة الألمانية، أمام جحافل السويسريين والبنادقة والأسبان المحدقين بها، وارتدت إلى جبال الألب، بعد أن تركت حاميات قليلة في بريشيان، وكريمونا، وميلان، وجنوي. وهكذا استطاع الاتحاد المقدس بعد شهرين من الهزيمة التي كانت تبدو ماحقة في رافنا أن يطر الفرنسيين من أرض إيطاليا بفضل الدبلوماسية البابوية، وسماه الإيطاليون محرر إيطاليا.
وعقد المنتصرون مؤتمر مانتوا (في أغسطس سنة ١٥١٢) لتوزيع الأسلاب، وفيه أصر يوليوس على أن تعطى ميلان إلى مسيمليانو اسفوردسا Masaimiliano Sforza ابن لدوفيكو، ونالت سويسرا لوجانو Lugano والإقليم الواقع عند رأس بحيرة مجيوري؛ وأرغمت فلورنس على أن يسترد عرشها آل ميديتشي واستعاد البابا كل الولايات البابوية التي استولى عليها آل بورجيا، ثم حصل فضلا عن هذا على بارما، وبياتشند، ومودينا، ورجيو، ولم ينج من قبضة الحبر الأكبر إلا فيرارا. ولكن يوليوس أورث خلفه مشكل كثيرة. أولها أنه لم يطرد الأجانب حقيقة من إيطاليا: فقد كان السويسريون لا يزالون مستولين على ميلان بوصفهم حراساً لاسفوردسا؛ ولا يزال الإمبراطور يطالب بفيتشندسا وفيرونا مكافأة له، وأما فرديناند الكاثوليكي أكثر المساومين دهاء فقد دعم قوة أسبانيا في جنوبي إيطاليا. وكانت قوة فرنسا وحدها هي التي قضى عليها في إيطاليا. فقد سير لويس الثاني عشر جيشاً آخر للاستيلاء على ميلان، ولكن السويسريين بددوا شمله عند نوفارا Novara وقتلوا من رجاله ثمانية آلاف