(٦ يونيه سنة ١٥١٣). ولم يكن باقياً للويس عند وفاته من أملاكه الإيطالية التي كانت من قبل رحبة إلا موطئ قدم مزعزع في جنوى.
ولكن فرانسس الأول أراد أن يسترد هذه الأملاك جميعها. وكان إلى هذا قد سمع (كما يؤكد لنا برانتوم Brantome) أن سنيورا كليريتشي الميلانية Signore Clerice of Milan أجمل نساء إيطاليا، وتحرق شوقا إليها (٩). ولهذا زحف في شهر أغسطس من عام ١٥١٥ على رأس جيش مؤلف من أربعين ألف رجل وتسلق بهم ممراً جديداً في جبال الألب؛ وكان ذلك أكبر جيش شهدته هذه المعارك. وتقدم السويسريون لملاقاته؛ ونشبت بين الجيشين معركة عنيفة في مارنيانو على مبعدة أميال قليلة من ميلان، ودامت يومين كاملين (١٣ - ١٤ ديسمبر سنة ١٥١٥). وحارب فيها فرانسس نفسه حرب الأبطال ومنحه الفارس بابار في ميدان المعركة نفسه لقب فارس تكريماً له واعترافاً ببسالته. وترك السويسريون وراءهم في أرض المعركة ١٣. ٠٠٠ قتيل، وتخلوا هم واسفوردسا عن ميلان، ووقعت المدينة مرة أخرى غنيمة في أيدي الفرنسيين.
وطلب مستشارو ليو العاشر في تقبلهم وترددهم نصيحة مكسفلي. فحذرهم من أن يقفوا موقف الحياد بين الملك والإمبراطور بحجة أن البابوية ستكون حقيقة لا حول لها أمام المنتصر، كما لو كانت قد اشتركت في القتال؛ وأشار بعقد اتفاق مع فرنسا بوصفها أهون الشرين (١٠)، وأمر ليو بالعمل بهذه النصيحة؛ وفي الحادي عشر من ديسمبر عام ١٥١٥ اجتمع فرانسس والبابا في بولونيا ليضعا شروط الاتفاق. ووقع السويسريون صلحاً شبيهاً بهذا مع فرنسا؛ وانسحب الأسبان إلى نابلي؛ وحاقت الخيبة مرة أخرى بالإمبراطور، فسلم فيرونا للبندقية. وهكذا انتهت (١٥١٦) حروب حلف كمبريه الذي بدل فيه المشتركون مواقفهم كأنهم في مرقص؛ وعادت الأحوال في آخر الأمر في جوهرها كما كانت في أوله؛ ولم يفصل قط في