دولار) في اليوم. واشمأزت نفسه مما شاهده في روما من الفساد الجنسي ومن بذيء القول والكتابة، وقال ما قاله لورندسو ولوثر من أن عاصمة المسيحية بؤرة أقذار ومظالم. ولم يكن يعنى أقل عناية بما عرضه عليه الكرادلة من روائع الفن القديم، وندد بالتماثيل ووصفها بأنها من بقايا الوثنية، وسور قصر بلفدير الذي كان يحتوي على أحسن مجموعة في أوربا من التماثيل الرومانية القديمة (١٩). وكان يفكر فوق ذلك أن يضيق الخناق على الكتاب الإنسانيين والشعراء، فقد خيل إليه أنهم يعيشون ويكتبون كما يعيش ويكتب الوثنيون الذين نفوا المسيح. ولما أن هجاه فرانتشيسكو بيرني بأقذع الألفاظ ووصفه بأنه هولندي همجي عاجز عن فهم ما ينطوي عليه الفن الإيطالي والآداب والحياة الإيطالية من ظرف ورقة، أنذره أدريان هو وأمثاله بأنه سوف يغرق جميع الهجائين في نهر الثيبر (٢٠).
وكان هم أدريان الأول ومظهر عاطفته الدينية وتقواه في أثناء ولايته أن يعود بالكنيسة من حالها في أيام ليو إلى ما كانت عليه في عهد المسيح. ولهذا أتخذ أقصر الطرق دون مجاملة أو مداجاة لإصلاح ما استطاع أن يصل إليه من المفاسد الكنسية؛ فألغى ما لا ضرورة له من المناصب، واستخدم في ذلك من العنف ما كان في بعض الأحيان طيشاً منه وعدم بصيرة؛ وألغى العقود التي ارتبط بها ليو بأن يدفع معاشاً سنوياً لمن ابتاعوا مناصب في الكنيسة؛ وبذلك خسر ٢٥٥٠ ممن ابتاعوا هذه المناصب واستثمروا فيها أموالهم، خسروا رأس المال والفائدة إذا صح هذا التعبير، وتردت أصداء صرخاتهم في أرجاء روما ونادوا بأنهم قد خدعوا ونهبت أموالهم، وحاول أحد الضحايا أن يغتال البابا، وقال البابا لأقاربه الذين جاءوه يطلبون أن يعينهم في مناصب دينية ذات مرتبات مرغدة لا يقابلها عمل يقومون به- قال لهم ارجعوا واكسبوا العيش بالعمل الشريف، وقطع دابر الرشا ومنح المناصب للأقارب، وتعقب ما في الحكومة البابوية من فساد، وفرض