للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقد يكون، وما إليها من الألفاظ المتناقضة …

ومن قدمين ثقيلتين كالرصاص، وحياد بارد خامل …

وإن شئت الحق الصريح، فإنك ستعيش لترى.

البابا أدريان وقد نودي به قديساً بفضل هذه البابوية (٢٤).

واتخذ له من المستشارين جيان ماتيو جيرتى Gianmatteo Giberti الذي كان يميل إلى فرنسا، ونيقولوس فن اسكونبرج Nikolaus von Segonberg الذي كان يميل إلى الإمبراطورية، وترك عقله مشتتاً بين الرجلين، ولما أن قرر الانحياز إلى فرنسا- قبل أسابيع قليلة من الكارثة التي حلت بها في بافيا- استنزل على رأسه وعلى بلده كل ما يتصف به شارل من مكر ودهاء، وكل ماله من قوة، وكل ما يثور في قلوب الجيش البروتستنتي من غضب دفين صبه على روما.

وكانت الحجة التي يبرر بها كلمنت موقفه أنه يخشى قوة الإمبراطور وفي يده لمباردي ونابلي؛ ويرجو بانحيازه إلى فرنسا أن يحصل على صوتها حين يعرض شارل فكرته التي تراوده وتقلق خاطره وهي تأليف مجلس عام في أمور الكنيسة. ولما عبر فرانسس جبال الألب بجيش جديد قوامه ٢٦. ٠٠٠ من الفرنسيين، والإيطاليين، والسويسريين، والألمان، واستولى على ميلان، وحاصر بافيا، وقع كلمنت سراً شروط حلف مع فرانسس (١٢ ديسمبر سنة ١٥٢٤) في الوقت الذي كان يؤكد فيه لشارل وفاءه ومودته؛ ثم ضم فلورنس والبندقية إلى هذا الحلف، وأجاز لفرانسس المنتصر على كره منه أن يجمع الجند من الولايات البابوية. وأن يرسل جيشاً ليحارب نابلي مخترقاً أراضي البابا. ولم يغفر له شارل قط هذه الخديعة، وأقسم قائلاً: "لأذهبن إلى إيطاليا، وأثأر لنفسي ممن أساءوا إلي، وعلى رأسهم البابا الجبان النذل. ولعل مارتن لوثر سيصبح رجلا ذا شأن في يوم من الأيام" (٢٥). وفكر بعض الناس وقتئذ في اختيار لوثر