للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

١٥٨٥) طائفة من اللوحات الكبيرة يطري بها أدواج أيامه، فصوره ومن خلفهم الميدان الفخم العظيم: كنيسة القديس مرقص بقبابها البراقة أو برج الساعة، أو برج الأجراس، أو الواجهة الفخمة لمكتبة فيتشيا أو بواكي قصر الدوبرج البراقة، أو مناظر القناة الكبرى تحجبها الغيوم أو تسلط عليها أشعة الشمس. ثم توج هذه الرسوم بصور توائم ذوق الحكومة الفخورة المزهوة فرسم على السقف صورة رائعة فاقت كل ماعداها وهي صورة البندقية ملكة البحار؛ ترتدي أثواباً ذات روعة وجلال تحيط بها دوائر من الأرباب المعجبين بها، وتتلقى من آلهة البحر وحورياته هدايا الماء- المرجان والأصداف، واللآلئ.

ولم يثن الحريق الكبير من عزم مجلس الشيوخ فطلب إلى نتورتو أن يعوضه عن الخسارة بصور تمحو من ذاكرة الناس كل شيء عنها. فنفش في "قاعة البحث" منظر معركة كبرى هي الاستيلاء على زارا، وصور على جدار إحدى حجرات المجلس الكبير لإمبراطور فردريك بربرسا يستقبل الوفود من عند البابا والدوج، كما رسم على السقف آية فنية رائعة هي الدوج نقولو بنتي يتلقى خضوع المدن المغلوبة.

ولما قرر مجلس الشيوخ (١٥٨٦) أن يغطي المظلم القديم الذي صوره جوارينتو Guariento على الجدار الشرقي من حجرة المجلس، اعتقد أن تنتورتو، وكان وقتئذ في الثامنة والستين من عمره. قد بلغ من الكبر حداً لا يستطيع معه أن يقوم بهذه المهمة. ولهذا قسم العمل كما قسم الجدار بين فاولو فيرونيزي، وكان وقتئذ في الثامنة والخمسين، وفرانتشيسو بسانو، البالغ وقتئذ سبعا وثلاثين سنة. لكن فيرونيزي توفي عام ١٥٨٨ قبل أن يبدأ العمل فعلا، وعرض نتورتو أن يحل محله، وأن يغطى الجدار كله بصورة واحدة هي مجد الجنة، ووافق مجلس الشيوخ على هذا العرض،