كما يلوح (١٩). ويبدو كذلك أنه كان يشرح الكلاب. وكشف جبريلي فاليبو، أحد تلاميذ فيساليوس القنوات النصف الدائرية والعصب السمعي للأذن، والقناتين اللتين تسميان باسمه (١) واللتين تنقلان البيض من المبيض إلى الرحم، كذلك كشف بارتولميو أوستاكيو القناة الأوستاكية في الأذن والصمام الأوستاكي في القلب، ونحن مدينون له أيضاً باكتشاف العصب المبعّد، والأجسام الفوكلية (التي فوق الكليتين)، والقناة النحرية. ودرس قسطندسو فارولى Constanzo Varoli قنطرة فارولي- وهي كتلة من الأعصاب عند السطح السفلي للمخ.
وليس لدينا أرقام نعرف منها ما كان للكشوف الطبية من أثر في إطالة العمر في عصر النهضة. ولكننا نعرف أن فارولي توفي في الثانية والثلاثين من عمره، وأن فالبيو مات في سن الأربعين، وكولمبو في الثالثة والأربعين، وأوستاكيو في سن الخمسين. ثم نعرف بعكس هذا أن ميكل أنجيلو عاش حتى بلغ التاسعة والثمانين، وأن تيشيان عاش إلى التاسعة والتسعين، ولويجي كرنارو يملك من المال ما يكفي لأن يجعله يستمتع بجميع أنواع الملاذ من طعام، وشراب، وحب. "وكان من نتائج هذا الإفراط أن وقع فريسة لعدة أمراض، كالآلام المعدية، والآلام الكثيرة في الجنب، وأعراض داء الرئية، والحمى غير الشديدة التي لا تكاد تفارقني … والظمأ الذي لا يرتوي أبداً. ولم تترك لي هذه الحال السيئة أملاً أرتجيه إلا أن يقضي الموت على متاعبي"، ولما بلغ سن الأربعين ترك الأطباء جميع الأدوية وأشاروا عليه بأن أمله الوحيد في الشفاء هو "الاعتدال والحياة المنظمة … فلا أتناول من الطعام الصلب أو السائل إلا ما يصفونه للمرضى، وحتى هذا يجب ألا أتناول منه إلا مقادير قليلة". وكان يسمح له بتناول اللحم وشرب النبيذ، على شرط أن يعتدل
(١) يقصد قناني فلوب وهما قناتان في إناث الثدييات. (المترجم)