حياته؛ ونعنى به جيورجيو فاساري، وقد نبغ قبله من بين أبناء الأسرة التي ينتمي إليها في أرتسو عدد من الفنانين؛ وكان يمت بصلة بعيدة إلى لوكا سينورلي Luca Signorelli، ولقد حدثنا هو أن المصور الشيخ حين رأى رسوم جيورجيو وهو لا يزال بعد غلاما شجعه على أن يدرس الرسم. وحدثت في لحظة من لحظات النبل والشهامة التي لا يحصى عددها، والتي لا يصح أن نغفل عنها حين نحكم على أخلاق النهضة، نقول إنه حدث في لحظة من تلك اللحظات أن أخذ الكردنال بسيريني Passerini. وكان قد عين وصيا على إبوليتو وألسندرو ده ميديتشي، جيورجيو إلى فلورنس، حيث اشترك الشاب البالغ من العمر اثنتي عشرة سنة مع الفنيين وريثي الثراء والسلطان، وأصبح من تلاميذ أندريا دل سارتو وميكل أنجيلو، وظل إلى آخر أيام حياته يجل بونارتي ويعبده عبادة رغم أنفه المحطم.
وعاد جيورجيو إلى أرتسو بعد أن طرد الميديتشيون من فلورنس عام ١٥٢٧. ومات والده بالطاعون ولما يتجاوز هو الثامنة عشرة من العمر، فألفي نفسه العائل الأكبر لأخواته الثلاث ولأخويه الصغيرين. ووجد مرة أخرى من يرحمه وينقذه من ورطه. ذلك أن زميله القديم في التلمذة إبوليتو ده ميديتشي دعاه إلى روما، حيث أكب فاساري على دراسة الفن القديم وفن النهضة؛ فلما كان عام ١٥٣٠ دعاه ألسندرو صاحب فلورنس، بعد أن عادت الاسرة إلى حكمها مرة أخرى، إلى الإقامة في قصر آل ميديتشي ونقشه، وفيه رسم صورا لهذه الأسرة من بينها صورة للورندسو الأفخم، نراه فيها قانطا مكتئباً، وأخرى لكترينا الشابة المرحة- واقفة في نزوة من نزوات الخيال، كأنها كانت تدرك في ذلك الوقت أنها ستكون ملكة فرنسا. ولما اغتيل ألسندرو قضى فاساري بعض الوقت يجول حائرا بلا نصير. ويقسو النقاد على صوره، ولكن