للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

طعن رجلا أساء إليه بخنجر في عنقه وكانت الطعنة في دقة طعنات المصارعين في ميادين الجلاد قضت على حياة غريمه من فوره (٤١). وفي مرة أخرى "طعنت رجلا تحت أذنه بالضبط، ولم أوجه إليه أكثر من ضربتين لأنه خر ميتاً لساعته، على أنني لم أكن أقصد قتله، ولكن الضربات لاتكال للغريم بقدر، كما يقول المثل" (٤٢).

وكان مستقلا في أمور دينه كما كان مستقلا في أخلاقه، وإذ كان دائماً على حق- إلا في مرة واحدة- فقد كان يحس أن الله لاشك في جانبه، يقوي ذراعه؛ وكأن يد الله تعينه على من يقتل من أعدائه، ويحمده حمداً كثيراً على نجاحه، على أنه لما لم يستجب الله لدعائه، ولم يعنه على أن يجد حبيبته المفقودة أنجليكا Angelica، اتجه نحو الشياطين يستمد منها ما ينقصه من معونة، فقد أخذه ساحر صقلي أثناء الليل إلى الكلوسيوم المهجورة؛ ورسم على الأرض دائرة سحرية، وأشعل النار، وألقى بعض البخور على اللهب، وتلا عدة رقي عبرية، ويونانية، ولاتينية، استدعى بها الجن واعتقد بينفينوتو بحق أن مئات الأشباح ظهرت أمامه، وتنبأت له بقرب اجتماعه بأنجليكا؛ فعاد إلى بيته، وقضى بقية الليل يرى الشياطين (٤٣).

ولما أن نهب جيش الإمبراطور روما فر تشيليني إلى قلعة سانت أنجيلو، وانخرط في سلك جنود المدفعية، ويعترف بأن إحدى طلقاته هي التي قتلت دوق بوربون، وأن دقة رمايته هي التي أبقت المحاصرين على مبعدة من القلعة، فكان هذا سبباً في نجاة البابا، والكرادلة وينفينوتو نفسه، ولسنا نعرف ما في هذا القول من صدق، ولكنه هو نفسه يحدثنا أيضاً بأنه لما عاد كلمنت إلى روما، عين تشيليني حامل صولجانه ورتب له ما ئتي كرون في الشهر (٢٥٠٠؟ دولار) وقال: "لو أنني كنت إمبراطوراً غنياً لوهبت بنيفينوتو من الأرض بقدر ما تستطيع عيناي أن تقعا عليه؛ أما وأنا الآن