كنت أستخدمها في لذتي" (٤٩). على أن كترينا كانت أيضاً خاضعة متسامحة تضاجع مساعده باجولو متشيري Pagolo Micceri. فلما عرف بنيفينوتو هذا أخذ يضربها حتى خارت قواه؛ ولامه خادمه روبرتا Roberta على قسوته الشديدة في عقاب الفتاة على هذا الحادث العادي، وقال له:"ألا تعرف أنه ليس في فرنسا زوج واحد بلا قرنين؟ " وفي اليوم التالي اتخذ كترينا مرة أخرى نموذجا له "وحدثت في هذه الأثناء بعض المتع الجنسية؛ وضايقتني في آخر الأمر كما ضايقتني من قبل إلى حد لم أجد معه مناصاً من ضربها. ودامت الحال على هذا المنوال عدة أيام … وأتممت في أثنائها عملي بطريقة عادت علي بأعظم الفضل"(٥٠) وكانت لديه فتاة أخرى تدعى جين Jenne كان يتخذها أيضاً نموذجاً له، وولدت له بنتاً، فحض الوالدة بمبلغ من المال "ولم تعد لي بها علاقة فيما بعد"(٥١)، ثم قتلت المربية الطفلة بكتم أنفاسها.
وصبر فرانسس على هذه الأفعال الخارجة على القانون صبر الكرام؛ ولكن بنيفينوتو خلق له آخر الأمر أعداء في باريس بلغوا من الكثرة درجة لم يسعه معها إلا أن يرجو الملك أن يأذن له بزيارة إيطاليا، ولما لم يجبه الملك إلى طلبه سافر بغير إذن، وبعد أن لقي أكبر المشاق في الطريق وجد نفسه في بلدته فلورنس (١٥٤٥). وهناك استقام أمره وأمد أخته وبناته الست بمعونة طيبة، ووجد كوزيمو أقل سخاء من فرانسس، وخلق لنفسه أعداء كما فعل من قبل، ولكنه صب للدوق تمثالا نصفيا، (يوجد الآن في بارجلو)، وأخرج له أعظم أعماله شهرة، نعني بذلك تمثال بيرسيوس الذي لا يزال قائما في شرفة لاندسي Loggia dei Lanzi، ويروي لنا هو نفسه قصة رائعة عن صب هذا التمثال فيقول إن ما انتابه من القلق، وما عاناه من المشقة في العمل، وتعرضه للحر والبرد، أصابه في آخر الأمر بحمى شديدة أرغمته على ملازمة الفراش في الوقت الذي