فإن أعظم ما تحتاجه الكنيسة ويحتاجه رجال الدين من إصلاح هو أن تتخلص ويتخلص رجالها من الأملاك الدنيوية.
وكأن هذا لم يكن يثير من المتاعب ما فيه الكفاية، فاستنتج ويكلف من مذهبه الديني مذهباً آخر من مذاهب الشيوعية النظرية والفوضى النظرية، فقال إن كل شخص تحل عليه نعمة الله وبركته يشارك الله في امتلاك الطيبات، أي أن كل شيء من الوجهة النظرية يمتلكه جميع الصالحين مجتمعين. أما الملك الخاص والحكومة فهما أثر من آثار خطيئة آدم وخطيئة الإنسان التي ورثها عنه أي أنهما متأصلان في الطبيعية البشرية. كما كان ينادي بذلك بعض الفلاسفة المدرسيين. والمجتمع الذي تعمه الفضيلة لا يكون فيه ملك فردي، ولا قانون يضعه الإنسان وتسنه الكنيسة أو الدولة. وخشي ويكلف أن يفسر ذلك المتطرفون الذين كانوا يفكرون وقتئذ في الخروج على الحكومة في إنجلترا تفسيراً حرفياً، فقام يفسر هو شيوعيته على أنها يجب أن تؤخذ بمعناها المثالي، وأن السلطات التي تقوم بمقتضاها هي التي نادى بها القديس بولس والتي أمر بها الله ومن ثم كانت واجبة الطاعة. وقد كرر لوثر في عام ١٥٢٥ تكراراً يكاد يكون دقيقاً كل الدقة ما لمح به ويكلف في أقواله عن الثورة.
ورأى الحزب المناهض للكنيسة شيئاً من المعنى في تنديد ويكلف بثروة الكنيسة، إن لم يره في شيوعية ويكلف. ولما رفض البرلمان مرة أخرى أن يؤدي الخراج الذي تعهد الملك جون أن يؤديه للبابا (١٣٦٦) عين ويكلف قساً في خدمة الملك ليعد دفاعاً عن هذا العمل، وعينه إدوارد الثالث في عام ١٣٧٤ رئيساً لكنيسة أبرشية لوثر وورث ويبدو أنه قصد بذلك أن يكون إيرادها أجراً له يحتفظ به لنفسهِ. ثم عين ويكلف في عام ١٣٧٦ عضواً في اللجنة المكلفة التي أرسلت إلى بروج لتبحث مع عمال البابا ما تصر عليه إنجلترا من رفض أداء الخراج، ولما أن اقترح جون جونت أن تصادر الحكومة بعض أملاك الكنيسة، دعا ويكلف إلى الدفاع عن هذا الاقتراح