وقتئذ تستعد لغزو إنجلترا، وكانت الخزانة الإنجليزية تكاد تكون خاوية، وبدا أن من الحمق أن يسمح لوكلاء البابا بأن يجمعوا الأموال من الأبرشيات الإنجليزية لبابا فرنسي ولمجلس من الكرادلة كثرته الغالبة من الفرنسيين. وسأل مستشارو الملك ويكلف "هل يحق لمملكة إنجلترا شرعاً، إذا كانت الضرورة تحتم عليها لتعمل لصد ما يتهددها من الغزو الفرنسي، أن تمنع أموال الدولة من الوصول إلى البلاد الأجنبية، وإن طلبها البابا وهدد من يمنعها بالعقاب معتمداً في ذلك على وجوب طاعة أوامره؟ " وأجاب ويكلف عن هذا الاستفتاء بمنشور كان في الواقع دعوة لفصل الكنيسة الإنجليزية عن البابوية وقد جاء في هذا المنشور: "إن البابا لا يستطيع أن يطلب هذا المال إلا على سبيل الصدقة .. ولما كانت أهل البلاد أولى من غيرهم بهذه الصدقات، فإن توجيه صدقات الدولة إلى البلاد الخارجية إذا كانت البلاد نفسها في حاجة إليها، يخرج بها عن نطاق الصدقات ويجعلها حماقة وبلاهة. ورد ويكلف على الدعوة القائلة بأن الكنيسة الإنجليزية جزء من الكنيسة العالمية الكاثوليكية وإن من واجب الكنيسة الإنجليزية لهذا السبب أن تطيعها وتخضع لأوامرها، رد ويكلف على هذه الدعوة بأن أوصى باستقلال إنجلترا الكنسي وقال: "إن الدولة الإنجليزية، بنص الكتاب المقدس يجب أن تكون هيئة واحدة، وأن يكون رجال الدين، واللوردات، والسكان العاديون أعضاء في هذه الهيئة". وقد بلغت هذه الدعوة، التي استبق بها هنري الثامن من الجرأة حداً جعل مستشاري الملك يطلبون إلى ويكلف أن يمتنعون عن الإدلاء بآراء جديدة في هذا الموضوع.
وأجل البرلمان جلساته في يوم ٨ نوفمبر. وفي الثامن عشر من ديسمبر نشر الأساقفة-وكانوا قد أعدوا العدة للقتال-قرارات التنفيذ التي أصدرها البابا، وأمروا مدير جامعة أكسفورد أن ينفذ أمر البابا القاضي باعتقال ويكلف. وكانت الجامعة وقتئذ في ذروة استقلالها العقلي، وكانت