ليست لها قوة، إلا إذا كانت اللعنة صادرة من الله نفسه". والملوك مسئولون أمام الله وحده، وهم يستمدون سلطانهم منه. ويقول ويكلف في هذا إن الدولة يجب أن تعد نفسها ذات السلطان الأعلى في جميع الشؤون الزمنية، وأن عليها أن تستحوذ على جميع أملاك الكنيسة. بدل أن تقبل المبدأ الذي يقول به جريجوري السابع وبونيفاس الثامن وهو أن سلطة الحكومات الدنيوية يجب أن تخضع هي نفسها للكنيسة، وعلى هذا يجب أن يكون الملك هو الذي يرسم القساوسة.
وكانت سلطة القس تعتمد على حقه في أن يقدم العشاء الرباني، ولهذا ولى ويكلف وجهه نحو هذا القربان مستبقاً في ذلك ما قام به لوثر وكلفن استباقاً فيه كل معانيه، وأنكر ضرورة الاعتراف الجهري أمام القس، ونادى بالعودة إلى الاعتراف الاختياري العام الذي كان يفضله المسيحيون الأولون، ومن أقواله في هذا المعنى: "لا حاجة إلى الاعتراف السري أمام القساوسة .. فذلك اعتراف أدخله الشيطان أخيراً في الدين .. ذلك أن المسيح لم يكن يعمل به، كما لم يعمل به أحد من الحواريين من بعده. وبه استحال الناس الآن عبيداً لرجال الدين، وهو يستخدم الآن أسوأ استخدام للأغراض الاقتصادية والسياسية" و "بهذا الاعتراف السري يستطيع الراهب والراهبة أن يرتكبا الخطيئة معاً" وقد يكون في وسع الصالحين من غير رجال الدين أن يغفروا ذنوب الإثم خيراً مما يستطيع أن يغفرها له القساوسة الأشرار، ولكن الحق الذي لا ريب فيه أن الله وحده هو الذي يغفر الذنوب. ومن واجبنا أن نرتاب بوجه عام في صحة العشاء الرباني الذي يقدمه القس الآثم أو الخارج على الدين، كما أن القس، صالحاً كان، أو طالحاً، لا يستطيع أن يحيل الخبز المقدس إلى جسم المسيح ودمه. ولم يكن شيء يبدو أبشع في نظر ويكلف من تفكيره في أن بعض من يعرفهم من القساوسة يستطيعون أن يأتوا بهذه المعجزة التي هي من صنع الله وحده.