وكان ويكلف ينكر فكرة التجسد كما ينكرها لوثر، ولكنه لم يكن ينكر حضور المسيح بحق ويقول أن المسيح كان يحضره حضوراً روحياً، حقيقياً، صادقاً، قوي الأثر، ولكن حضوره هذا كان مع الخبز والنبيذ اللذين لم ينعدم وجودهما كما تدعي الكنيسة. أما كيف يكون ذلك فهو سر غامض لم يحاول كلا الرجلين أن يفسره.
ولم يكن ويكلف يعترف بأن في هذه الأفكار خروجاً على الدين، ولكن فكرة "اتحاد الجوهر" روعت بعض أنصاره، فأسرع جون جونت إلى أكسفورد، وألح على صديقه ألا يذكر شيئاً آخر عن العشاء الرباني (١٣٨١)، ورفض ويكلف نصيحته، وعاد فأكد آراءه في اعتراف له أصدره بتاريخ ١٠ مايو ١٣٨١. واندلعت نيران ثورة اجتماعية في إنجلترا بعد شهر من ذلك التاريخ، ارتاع لها كل ذوي الأملاك، وجعلتهم يقاومون كل مذهب فيه خطر على الملكية أياً كان شكلها، كنيسة كانت أو علمانية. وخسر ويكلف إذ ذاك معظم ما كانت تنفحه به الحكومة من تأييد، وكان اغتيال سدبري كبير الأساقفة سبباً في ارتقاء الأسقف كورنتاي ألد أعدائه إلى منصب كبير أساقفة إنجلترا بدلاً منه. وظن كورتناي أنه إذا سمح لفكرة العشاء الرباني التي يقول بها ويكلف أن تنتشر، فإن انتشار سيقضي على منزلة رجال الدين، أي القضاء على أساس سلطة الكنيسة الأدبية والأخلاقية. ولهذا دعا في شهر مايو من عام ١٣٨١ مجلساً من رجال الدين ينعقد في دير بلاكفرايز في لندن. وأقنع كبير الأساقفة هذه الجمعية بأن تستنكر أربعة وعشرين من آراء ويكلف قرأها هو من مؤلفاته، ثم بعث بأمر عاجل إلى مدير جامعة أكسفور ليمنع مؤلف هذه الكتب من الاستمرار في التعليم أو الوعظ إلا بعد أن يثبت استمساكه بأصول الدين القويم. وأضاف الملك رتشارد الثاني إلى هذا أمراً أصدره إلى مدير الجامعة بأن يطرد منها ويكلف وجميع مؤيديه، وكان ذلك جزءاً من الخطة