التي انتهجها لمقاومة الفتنة التي كادت تطوح به عن عرشه. فما كان من ويكلف إلا أن انسحب إلى أملاكه في لتر وورث، وكان لا يزال وهو فيها تحت حماية جون جونت على ما يبدو.
وارتبك ويكلف وتحير بما أبداه من إعجاب به القس جون بول زعيم الثورة، فأصدر عنه منشورات يتنحى فيها عن العصاة، ويبرأ فيها من كل آراء اشتراكية، ويحث أتباعه على الخضوع لسيادتهم من غير رجال الدين، وأن يصبروا ويصبروا وهم أقوى ما يكونون إيماناً بأنهم سينالون خير الجزاء بعد الموت. لكنه مع ذلك ظل يصدر المنشور تلو المنشور ضد الكنيسة، وأشأ طائفة من "القساوسة الوعاظ الفقراء" لينشروا إصلاحاته بين الشعب. وكان من هؤلاء "الأتباع" من لم يتلقوا من العلم إلا أقله، كما كان منهم رجال من جامعة أكسفورد، وكانوا جميعاً يرتدون أثواباً من الصوف الأسود ويمشون حفاة، كما كان يفعل "الإخوان" الأقدمون، كما كانوا كلهم تعمر قلوبهم حماسة الرجال الذين تكشفت لهم من جديد حقيقة المسيح. وكانت عقيدتهم المتأصلة في نفوسهم هي أن الكتاب المقدس لا يأتيه الباطل بخلاف تقاليد الكنيسة وعقائدها المعرضة للخطأ، وكانوا يصرون على أن يعظوا الناس بلغتهم القومية لا بالطقوس الغامضة التي تتلى عليهم بلغة أجنبية. وكتب ويكلف إلى هؤلاء القساوسة العلمانيين وإلى من يستمعون إليهم من المتعلمين بلغة إنجليزية سهلة قوية خالية من التنميق ثلاثمائة موعظة، وكثيراً من المقالات الدينية. وإذ كان يجث الناس إلى العودة إلى المسيحية كما جاءت في كتاب العهد الجديد، فقد شرع هو ومساعدوه يترجمون الكتاب المقدس ليكون هو المرشد الوحيد المنزه عن الخطأ إلى الدين الحق ولم يكن قد ترجم حتى ذلك الوقت (١٣٨١) إلا جزء قليل من الكتاب المقدس إلى اللغة للإنجليزية، وإن كانت ترجمة فرنسية منه كانت معروفة إلى الطبقات المتعلمة، وترجمة من اللغة الإنجليسكسونية، لا تفهمها إنجلترا