وكانت للشعر جماعاته أيضاً. فقد أنشأت تولوز عام ١٣٢٣ أكاديمية للعلم البهيج، وعملت المباريات العامة تحت رعايتها على إحياء فن الشعراء الجوالين "التروبادور" وطابعهم. وتألفت جمعيات أدبية مماثلة في أمين ودواي وفالنسين، وهي التي مهدت الطريق للأكاديمية الفرنسية التي أنشأها ريشيليو. واتخذ الملوك والسراة لهم شعراء مثلما اتخذوا منشدين ومهرجين يلحقون بحاشيتهم. وضم "رينيه الطيب" دوق انجوواللورين، وملك نابلي بالاسم فقط، رهطاً من الشعراء والفنانين إلى بلاطه في كل من نانسي وتاراسكوان وايكس ان بروفنس، ونافس أحسن ناظم للقوافي، حتى لقب "بآخر التروبادور". وبسط شارل الخامس رعايته على أوستاش ديشان، الذي شبب بالنساء، وتزوج ثم شهر بالزواج في قصيدة عنوانها مرآة الزواج، تبلغ اثني عشر ألف بيت ونعى على عصره الشقاء والخسة:
يا عصر الرصاص، أيها الزمن المفسود، أيتها السماء من النحاس،
أيتها الأرض بلا ثمر، مجدبة لا خير فيها،
أيها الناس الملعونون، بكل أسى مفجع ..
أليس من الحق أن أندبكم جميعاً؟
لأنني لا أرى شيئاً في عالم الغد،
المفعم بالحزن الممعن في الاضطراب.
ويشمل في فعاله كل شر.
واليوم يحل زمن البلاء ..
ونشأت كريستين دي بيزان في باريس، على أنها ابنة الطبيب الإيطالي لشارل الخامس، فلما ترملت كان عليها أن تعول ثلاثة أطفال أقارب فوفقت إلى ذلك بأعجوبة بقرض الشعر الرائع وتأليف التاريخ الوطني، وهي تستحق منا تحية عابرة بوصفها أول امرأة في أوربا الغربية استطاعت أن تعيش بقلمها. أما ألين شارتيه فكان أسعد حظاً، فإن قصائده في الحب