للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

مثل قصيدته "الفاتنة بلا رحمة" ذات الإيقاع الحسن التي زجر فيها النساء على إخفاء مفاتنهن-قد أسرت الطبقة الأرستقراطية، حتى قيل أن مارجريت أميرة اسكتلندا، التي أصبحت ملكة فرنسا بعد ذلك، قبلت شفتي الشاعر وهو نائم على إحدى الأرائك. وسرد أتين باسكييه، هذه الأسطورة، في قصص خلاب، بعد مرور قرن من الزمان ..

لقد أعجب الكثيرون من هذا الصنيع ولكي أقول الحقيقة فإنني أقرر أن الطبيعة، قد وضعت روحاً جميلة في جسم ممعن في القبح-وهنا قالت السيدة أنهم ألا يعجبوا من هذا الغموض، فليس الرجل، هو الذي رغبت في تقبيلهِ ولكنني قبلت الشفتين اللتين نطقتا بهذه الكلمات الذهبية.

ولم يكن مقدراً على أرق شعراء فرنسا في هذا العصر أن يقول الشعر، إذ كان ابن أخي شارل السادس ووالد لويس الثاني عشر. ولكن شارل دوق أورليان أسر في أجنكور، وأمضى خمساً وعشرين سنة (١٤١٥ - ١٤٤٠) معتقلاً اعتقالاً ليناً بإنجلترا. فغمر الهم قلبه وتأسى بنظم الشعر الرقيق في الغزل ومحنة فرنسا. ولبثت فرنسا بأسرها تنشد أغنيتين في الربيع:

لقد بدل العام وشاحه البارد.

وشاح الريح والمطر والهواء المرير،

وسار مؤتزراً حلة من الذهب.

حلة من الشمس الضاحكة والفصل الجميل،

وما من طائر أو وحش من وحوش الغابة أو الفلاة

إلا ويعلن بصياحه أو غنائه،

إن العام يطوي وشاحه البارد.

بل إن إنجلترا كان فيها فتيات جميلات، فنسي شارل أحزانه عندما مر به الحب الهادئ:

يا إلهي .. ما أجمل أن أراها،