(٨ سبتمبر ١٤٢٩). فانسحبت بفرقتها إلى كومبيين، ولما حاصرها هناك البرغنديون المتحالفون مع الإنجليز، قادت هجوماً ببسالة، ولكنه صد، وكانت آخر من انسحب، ووجدت أبواب المدينة قد أوصدت قبل أن تبلغها. فسحبت عن جوادها، وأخذت أسيرة إلى جون صاحب لكسمبورج (٢٤ مايو ١٤٣٠) وكرمها هذا السيد وأسكنها في قلاعه في بوليو وبوريفوار.
وأوقعه حسن حظه في مأزق خطير. فإن مولاه، فيليب الطيب صاحب برجنديا، طالب بالغنيمة الثمينة، وحث الإنجليز، سيرجون على أن يسلم الفتاة إليهم، آملين أن يؤدي إعدامها العلني إلى تحطيم ذلك السحر الذي طالما قوى من عزائم الفرنسيين. وأرسلوا بيير كوشون، أسقف بوفيه، الذي طرد من كنيسته لمناصرته الإنجليز، إلى فيليب بالسلطة والمال ليتفاوض على نقل العذراء إلى السلطات الإنجليزية، ووعدوه إن وفق في مهمته، أن ينصبوه كبيراً لأساقفة روين. وكان دوق بدفورد، يدير جامعة باريس، فناشد علمائها، أن ينصحوا فيليب بأن يسلم جان. فقد تكون ساحرة خارجة على الدين، إلى كوشون باعتباره رئيس الكهنوت في المنطقة التي أسرت فيها. ولما وفضت هذه المطالب، قدم كوشون إلى فيليب وجون رشوة مقدارها عشرة آلاف كراون من الذهب. ولم تنجح هذه المحاولة أيضاً، ففرضت الحكومة الإنجليزية حظراً على جميع الصادرات إلى الأراضي الواطئة. فواجهت فلاندرز الإفلاس، وهي أغنى مصدر لموارد الدوق. ووافق جون على الرغم من توسلات زوجته، كما وافق فيليب على الرغم من لقب "الطيب" الذي يتسمى به، على قبول الرشوة آخر الأمر، فأسلما العذراء إلى كوشون، الذي أخذها إلى روين. ومع أنها كانت من الناحية الرسمية هناك، من سجناء محكمة التفتيش، إلا أنها وضعت تحت الحراسة الإنجليزية في برج قلعة، يحتلها ايرل ورويك بصفته حاكم روين. ووضعت الأغلال في قدميها، ولفوا وسطها بقيد وربطت إلى جذع من الخشب.