لنفسه السلطة الإمبراطورية الكاملة. فأمره يوحنا أن يجرد نفسه من جميع الألقاب والسلطات، وأن يمثل أمام المحكمة البابوية لتلقى الحكم بعصيان الكنيسة. فأبى لويس وأصدر البابا قراراً بحرمانه (١٣٢٤) وطلب إلى جمع المسيحيين في الإمبراطورية أن يخرجوا عن طاعته، وحكم بحرمان كل إقليم يعترف به ملكاً عليه. فتجاهلت معظم ألمانيا هذه المراسيم، لأن الألمان كانوا كالإنجليز، يعدون باباوات أفينيون، خدامها وخلفاء لفرنسا. ولقد بدأ الناس يرون أنفسهم، إبان ضعف العقيدة والبابوية المضطرد، وطنيين أولاً ومسيحيي بعد ذلك. واضمحلت الكاثوليكية، التي تتجاوز القومية، ونشأت القومية وهي بروتستنتية.
وحصل لويس في هذا المأزق على المعونة والتأييد من حلفاء متباينين. ووسمت نشرة البابا يوحنا " Pope John's Bull Cam Inter Nonnulla" (١٣٢٣) بالهرطقة، القول بأن المسيح والرسل أبوا تملك العقار، وأنه وجه محكمة التفتيش، لتستدعي أمام جلستها "الفرنسسكان الروحانيين" الذين أكدوا هذا الرأي. ورد كثير من الإخوان الرهبان، الاتهام الهرطقة على البابا، وعبروا عن فزعهم المقدس من ثروة الكنيسة، ووصف بعضهم الحبر العجوز بأنه خارج على المسيحية، وقاد ميكل سيزينا، رئيس الروحانيين، أقلية كبيرة منهم، إلى التحالف الصريح مع لويس بافاريا (١٣٢٤) فتشجع لويس بتأييدهم، وأصدر في مدينة ساشزينها وزن منشوراً ضد "يوحنا الثاني والعشرين"، الذي يدعي أنه البابا، واتهمه بأنه سفاح نصير للظلم، صمم على أن يقوض أركان الإمبراطورية، وطالب بأن يعقد مجلس عام، يحاكم البابا بتهمة الهرطقة.
ومما شجع الملك أكثر من ذلك، ظهور أستاذين من جامعة باريس، في بلاطه بنورمبرج وهما مرسينيوز من بادوا وجون من جاندان-وليس من شك في أن كتابهما "دفاع عن السلام" قد هاجم بابوية أفنيون، في عبارات