فأعلن حرباً صليبية ليجرد لويس من كل سلطة، وأمر الرومان، أن يطردوه من مدينتهم؛ حتى لا يقعوا تحت طائلة قرار الحرمان، وأن يعودوا إلى طاعة البابوية. فأجاب لويس بعبارات تذكر بسلفه هنري الرابع المحروم من غفران الكنيسة، فعقد اجتماعاً شعبياً آخر، وأصدر أمام الجمع مرسوماً إمبراطورياً، يتهم البابا بالهرطقة والطغيان، ويجرده من منصبه الكهنوتي، وحكم عليه بعقوبة، تقررها السلطة الزمنية. وتألفت لجنة، من رجال الدين ومن العلمانيين، بتوجيه لويس، فعينت بيتر الكورفاري منافساً على كرسي البابوية. وعكس لويس تقاليد ليو الثالث وشارلمان، فوضع التاج البابوي المثلث على رأس بيتر، ونادى به بابا نيقولاس الخامس (١٢ مايو ١٣٢٨). ودهش العالم المسيحي، وانقسم إلى معسكرين؛ على نفس الأسس تقريباً التي قسمت أوربا بعد الإصلاح الديني.
وقلبت الأحداث المحلية الصغيرة الموقف رأساً على عقب. فقد عين لويس مارسيوز من بادوا مديراً روحانياً للعاصمة، فأمر هذا الرجل، القساوسة القليلين الذين بقوا في روما، أن يحتفلوا بالقداس كالمعتاد، على الرغم من قرار الحرمان، ثم عذب بعض الذين رفضوا، وعَرّض راهباً أوغسطينياً لجب الأسود على الكابيتول؛ فأحس كثير من الرومان بأن هذه الأعمال تحمل الفلسفة فوق طاقتها. ولم يتعلم الإيطاليون قط، حب التيتون، فلما اغتصب بعض الجنود الألمان، الطعام من الأسواق، دون أن يدفعوا له ثمناً، شبت الفتن. واحتاج لويس إلى المال لينفق على جنده وحاشيته، ففرض جزية مقدارها عشرة آلاف فلرون على المدنيين، ومبالغ مماثلة على رجال الدين واليهود. وبلغت المعارضة حداً من الخطورة جعل لويس يرى أن الوقت قد حان، ليعود إلى ألمانيا. فبدأ في الرابع من أغسطس عام ١٣٢٨، انسحابه عبر إيطاليا. وفي اليوم التالي احتلت الكتائب البابوية روما، وخربت قصور الذين أيدوا لويس من الرومان، وصودرت